تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{لَكُمۡ فِيهَا مَنَٰفِعُ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَى ٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ} (33)

{ لكم فيها } في البدن { منافع } في ظهورها وألبانها { إلى أجل مسمى } يقول : إلى أن تقلد ، أو تشعر ، أو تسمى هديا ، فهذا الأجل المسمى ، فإذا فعل ذلك بها لا يحمل عليها إلا مضطرا ويركبها بالمعروف ، ويشرب فضل ولدها من اللبن ، ولا يجهد الحلب حتى لا ينهك أجسامها .

{ ثم محلها إلى البيت العتيق } الآية ، يعنى منحرها إلى أرض الحرم كله كقوله سبحانه : { فلا يقربوا المسجد الحرام } يعنى أرض الحرم كله ، ثم ينحر ويأكل ويطعم ، إن شاء نحر الإبل ، وإن ذبح الغنم ، أو البقر ، ثم تصدق به كله ، وإن شاء أكل وأمسك منه ، وذلك أن أهل الجاهلية كانوا لا يأكلون شيئا من البدن ، فأنزل الله ، عز وجل ، فكلوا منها وأطعموا ، فليس الأكل بواجب ، ولكنه رخصة ، كقوله سبحانه { وإذا حللتم فاصطادوا } [ المائدة :2 ] وليس الصيد بواجب ولكنه رخصة .