الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَكَيۡفَ تَكۡفُرُونَ وَأَنتُمۡ تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ وَفِيكُمۡ رَسُولُهُۥۗ وَمَن يَعۡتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدۡ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (101)

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله } قال : علمان بينان : نبي الله ، وكتاب الله ، فأما نبي الله فمضى عليه الصلاة والسلام . وأما كتاب الله فأبقاه الله بين أظهركم رحمة من الله ونعمة . فيه حلاله ، وحرامه ، ومعصيته .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله { ومن يعتصم بالله } قال : يؤمن بالله .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : " الاعتصام بالله " الثقة به .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله قضى على نفسه أنه من آمن به هداه ، ومن وثق به أنجاه . قال الربيع : تصديق ذلك في كتاب الله { ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم } " .

وأخرج عبد بن حميد من طريق الربيع عن أبي العالية قال : إن الله قضى على نفسه ، أنه من آمن به هداه ، ومن توكل عليه كفاه ، ومن أقرضه جزاه ، ومن وثق به أنجاه ، ومن دعاه استجاب له بعد أن يستجيب لله . قال الربيع : وتصديق ذلك في كتاب الله ( ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) ( التغابن الآية 11 ) ، ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره ) ( الطلاق الآية 3 ) ، ( ومن يقرض الله قرضا حسنا يضاعفه له ) { ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم } ، ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي ) ( البقرة الآية 186 ) .

وأخرج تمام في فوائده عن كعب بن مالك قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوحى الله إلى داود : يا داود ما من عبد يعتصم بي دون خلقي أعرف ذلك من نيته فتكيده السموات بمن فيها إلا جعلت له من بين ذلك مخرجا ، وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف منه نيته إلا قطعت أسباب السماء من بين يديه ، وأسخت الهواء من تحت قدميه " .

وأخرج الحاكم وصححه وتعقبه الذهبي عن ابن عمر قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من طلب ما عند الله كانت السماء ظلاله ، والأرض فراشه ، لم يهتم بشيء من أمر الدنيا ، فهو لا يزرع الزرع وهو يأكل الخبز ، ولا يغرس الشجر ويأكل الثمار توكلا على الله وطلب مرضاته ، فضمن الله السموات والأرض رزقه ، فهم يتعبون فيه ، ويأتون به حلالا ، ويستوفي هو رزقه بغير حساب حتى أتاه اليقين . قال الحاكم : صحيح . قال الذهبي : بل منكر أو موضوع فيه عمرو بن بكر السكسكي متهم عند ابن حبان وابنه إبراهيم . قال الدارقطني : متروك " .

وأخرج الحاكم وصححه عن معقل بن يسار قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول ربكم : يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى ، وأملأ يديك رزقا . يا ابن آدم لا تباعد مني فأملأ قلبك فقرا ، وأملأ يديك شغلا " .

وأخرج الحكيم الترمذي عن الزهري قال : أوحى الله إلى داود : ما من عبد يعتصم بي دون خلقي وتكيده السموات والأرض إلا جعلت له من ذلك مخرجا ، وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني إلا قطعت أسباب السماء بين يديه ، وأسخت الأرض من تحت قدميه .

وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جعل الهموم هما واحدا كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة ، ومن تشاعبت به الهموم لم يبال الله في أي أودية الدنيا هلك " .