السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَكَيۡفَ تَكۡفُرُونَ وَأَنتُمۡ تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ وَفِيكُمۡ رَسُولُهُۥۗ وَمَن يَعۡتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدۡ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (101)

{ وكيف تكفرون } أي : ولم تكفرون { وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله } محمد صلى الله عليه وسلم والمعنى من أين يتطرّق إليكم الكفر والحال إنّ آيات الله وهي القرآن المعجز تتلى عليكم على لسان النبيّ صلى الله عليه وسلم غضة طرية وبين أظهركم رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبهكم ويعظكم ويزيح شبهكم { ومن يعتصم بالله } أي : ومن يتمسك بدينه أو يلتجئ إليه في مجامع أموره { فقد هدى } أي : فقد حصل له الهدى لا محالة كما تقول : إذا جئت فلاناً فقد أفلحت كان الهدي قد حصل فهو يخبر عنه حاصلاً ومعنى التوقع في قد ظاهر لأنّ المعتصم بالله متوقع للهدي كما أنّ قاصد الكريم متوقع للفلاح عنده { إلى صراط } أي : طريق { مستقيم } أي : واضح .