الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ وَمَا ٱخۡتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (19)

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله { إن الدين عند الله الإسلام } قال : الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله ، والإقرار بما جاء به من عند الله . وهو دين الله الذي شرع لنفسه ، وبعث به رسله ، ودل عليه أولياءه . لا يقبل غيره ، ولا يجزي إلا به .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله { إن الدين عند الله الإسلام } قال : " لم أبعث رسولا إلا بالإسلام " .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال : كان حول البيت ستون وثلاثمائة صنم ، لكل قبيلة من قبائل العرب صنم أو صنمان . فأنزل الله { شهد الله أنه لا إله إلا هو . . . . } الآية . قال : فأصبحت الأصنام كلها قد خرت سجدا للكعبة .

قوله تعالى : { وما اختلف } الآية .

أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله { وما اختلف الذين أوتوا الكتاب } قال : بنو إسرائيل .

وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله { إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم } ويقول : بغيا على الدنيا ، وطلب ملكها وسلطانها ، فقتل بعضهم بعضا على الدنيا من بعدما كانوا علماء الناس .

وأخرج ابن جرير عن الربيع قال : إن موسى عليه السلام لما حضره الموت دعا سبعين حبرا من أحبار بني إسرائيل ، فاستودعهم التوراة ، وجعلهم أمناء عليه . كل حبر جزء منه ، واستخلف موسى عليه السلام يوشع بن نون ، فلما مضى القرن الأول ، ومضى الثاني ، ومضى الثالث ، وقعت الفرقة بينهم . وهم الذين أوتوا العلم من أبناء أولئك السبعين حتى أهرقوا بينهم الدماء ، ووقع الشر والاختلاف . وكان ذلك كله من قبل الذين أوتوا العلم بغيا بينهم على الدنيا ، طلبا لسلطانها وملكها وخزائنها وزخرفها ، فسلط الله عليهم جبابرتهم .

وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير { وما اختلف الذين أوتوا الكتاب } يعني النصارى { إلا من بعد ما جاءهم العلم } الذي جاءك أي أن الله الواحد الذي ليس له شريك .

وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله { فإن الله سريع الحساب } قال إحصاؤه عليهم .