الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَإِنۡ حَآجُّوكَ فَقُلۡ أَسۡلَمۡتُ وَجۡهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡأُمِّيِّـۧنَ ءَأَسۡلَمۡتُمۡۚ فَإِنۡ أَسۡلَمُواْ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ} (20)

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله { فإن حاجوك } قال : إن حاجك اليهود والنصارى .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج { فإن حاجوك } قال : اليهود والنصارى فقالوا : إن الدين اليهودية والنصرانية فقل يا محمد { أسلمت وجهي لله } .

وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير { فإن حاجوك } أي بما يأتون به من الباطل من قولهم : خلقنا ، وفعلنا ، وجعلنا ، وأمرنا ، فإنما هي شبهة باطل قد عرفوا ما فيها من الحق { فقل أسلمت وجهي لله } .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله { ومن اتبعن } قال : ليقل من اتبعك مثل ذلك .

وأخرج الحاكم وصححه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا نبي الله إني أسألك بوجه الله بم بعثك ربنا ؟ قال : بالإسلام . . . . قلت : وما آيته ؟ قال : أن تقول { أسلمت وجهي لله } وتخليت ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة . كل مسلم على مسلم محرم أخوان نصيران ، لا يقبل الله من مسلم أشرك بعد ما أسلم عملا حتى يفارق المشركين إلى المسلمين ، ما لي آخذ بحجزكم عن النار ، ألا إن ربي داعي ، ألا وإنه سائلي هل بلغت عبادي ؟ وإني قائل : رب قد أبلغتهم ، فليبلغ شاهدكم غائبكم ، ثم إنكم تدعون مقدمة أفواهكم بالفِدَام ، ثم أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه . قلت : يا رسول الله هذا ديننا ؟ قال : هذا دينكم وأينما تحسن يكفك " .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس { وقل للذين أوتوا الكتاب } قال : اليهود والنصارى { والأميين } قال : هم الذين لا يكتبون .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع { فإن أسلموا فقد اهتدوا } قال : من تكلم بهذا صدقا من قلبه يعني الإيمان فقد اهتدى { وإن تولوا } يعني عن الإيمان .