الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِي ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُۖ بِيَدِكَ ٱلۡخَيۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (26)

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال " ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يجعل له ملك فارس والروم في أمته ، فأنزل الله { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء . . . . } الآية " .

وأخرج ابن المنذر عن الحسن قال " جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد سل ربك { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء } إلى قوله { وترزق من تشاء بغير حساب } ثم جاءه جبريل فقال : يا محمد فسل ربك ( قل رب أدخلني مدخل صدق . . . ) ( الإسراء الآية 8 ) الآية . فسأل ربه بقول الله تعالى فأعطاه ذلك " .

وأخرج الطبراني عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال : " اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في هذه الآية من آل عمران { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء . . . . } إلى آخر الآية " .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : اسم الله الأعظم { قل اللهم مالك الملك } إلى قوله { بغير حساب } .

وأخرج ابن أبي الدنيا في الدعاء عن معاذ بن جبل قال " شكوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم دينا كان علي فقال : يا معاذ أتحب أن يقضى دينك ؟ قلت : نعم . قال { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، تعطي منهما ما تشاء ، وتمنع منهما ما تشاء ، اقض عني ديني ، فلو كان عليك ملء الأرض ذهبا أدي عنك " .

وأخرج الطبراني عن معاذ بن جبل " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتقده يوم الجمعة ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أتى معاذا فقال : يا معاذ ما لي لم أرك ؟ فقال اليهودي علي وقية من تبر ، فخرجت إليك فحبسني عنك فقال : ألا أعلمك دعاء تدعو به فلو كان عليك من الدين مثل صبير أداه الله عنك ، فادع الله يا معاذ { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ، تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب } رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، تعطي من تشاء منهما وتمنع من تشاء منهما ، ارحمني رحمة تغنني بها عن رحمة من سواك ، اللهم أغنني من الفقر ، واقض عني الدين ، وتوفني في عبادتك وجهاد في سبيلك " .

وأخرج الطبراني في الصغير بسند جيد عن أنس بن مالك قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ : ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد دينا لأداه الله عنك ؟ قل يا معاذ { اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء ، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك " .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { تؤتي الملك من تشاء } قال : النبوة .

وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير { قل اللهم مالك الملك } أي رب العباد الملك لا يقضي فيهم غيرك { تؤتي الملك من تشاء } أي أن ذلك بيدك لا إلى غيرك { إنك على كل شيء قدير } أي لا يقدر على هذا غيرك بسلطانك وقدرتك .