وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن عساكر عن عكرمة قال : اسم أم مريم حنة .
وأخرج الحاكم عن أبي هريرة قال : حنة ولدت مريم أم عيسى .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { نذرت لك ما في بطني محررا } قال : كانت نذرت أن تجعله في الكنيسة يتعبد بها ، وكانت ترجو أن يكون ذكرا .
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال : نذرت أن تجعله محررا للعبادة .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { محررا } قال : خادما للبيعة .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من وجه آخر عن مجاهد في قوله { محررا } قال : خالصا لا يخالطه شيء من أمر الدنيا .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال : كانت امرأة عمران حررت لله ما في بطنها ، وكانوا إنما يحررون الذكور ، وكان المحرر إذا حرر جعل في الكنيسة لا يبرحها ، يقوم عليها ويكنسها ، وكانت المرأة لا تستطيع أن تصنع بها ذلك لما يصيبها من الأذى ، فعند ذلك قالت { وليس الذكر كالأنثى } .
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير { محررا } قال : جعلته لله والكنيسة فلا يحال بينه وبين العبادة .
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك قال : كانت المرأة في زمان بني إسرائيل إذا ولدت غلاما أرضعته حتى إذا أطاق الخدمة دفعته إلى الذين يدرسون الكتب ، فقالت : هذا محرر لكم يخدمكم .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال : إن امرأة عمران كانت عجوزا عاقرا تسمى ، حنة ، وكانت لا تلد ، فجعلت تغبط النساء لأولادهن فقالت : اللهم إن علي نذرا شكرا إن رزقتني ولدا أن أتصدق به على بيت المقدس ، فيكون من سدنته وخدامه { فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى . . وليس الذكر كالأنثى } يعني في المحيض ولا ينبغي لامرأة أن تكون مع الرجال ، ثم خرجت أم مريم تحملها في خرقتها إلى بني الكاهن ابن هارون أخي موسى قال : وهم يومئذ يلون من بيت المقدس ما يلي الحجبة من الكعبة فقالت لهم : دونكم هذه النذيرة فإني حررتها وهي ابنتي ولا يدخل الكنيسة حائض ، وأنا لا أردها إلى بيتي فقالوا : هذه ابنة إمامنا - وكان عمران يؤمهم في الصلاة - فقال زكريا : ادفعوها إلي فإن خالتها تحتي فقالوا : لا تطيب أنفسنا بذلك . فذلك حين اقترعوا عليها بالأقلام التي يكتبون بها التوراة ، فقرعهم زكريا فكفلها .
وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس أنه كان يقرأ { والله أعلم بما وضعت } .
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك أنه قرأ { بما وضعتُ } برفع التاء .
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبي النجود أنه كان يقرؤها برفع التاء .
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن سفيان بن حسين { والله أعلم بما وضعت } قال : على وجه الشكاية إلى الرب تبارك وتعالى .
وأخرج عبد بن حميد عن الأسود أنه كان يقرؤها { والله أعلم بما وضعَت } بنصب العين .
وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم أنه كان يقرؤها { والله أعلم بما وضعَت } بنصب العين .
أما قوله تعالى { وإني أعيذها } الآية .
أخرج عبد الرزاق وأحمد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد ، فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه ، إلا مريم وابنها " ثم قال أبو هريرة : واقرأوا إن شئتم { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل مولود من ولد آدم له طعنة من الشيطان وبها يستهل الصبي ، إلا ما كان من مريم بنت عمران وولدها ، فإن أمها قالت حين وضعتها { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } فضرب بينهما حجاب ، فطعن في الحجاب " .
وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من مولود يولد إلا وقد عصره الشيطان عصرة أو عصرتين إلا عيسى بن مريم ومريم ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } " .
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : ما ولد مولود إلا قد استهل غير المسيح ابن مريم لم يسلط عليه الشيطان ولم ينهزه .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن عساكر عن وهب بن منبه قال : لما ولد عيسى عليه السلام أتت الشياطين إبليس فقالوا : أصبحت الأصنام قد نكست رؤوسها فقال : هذا حدث مكانكم ، فطار حتى جاب خافقي الأرض فلم يجد شيئا ، ثم جاء البحار فلم يقدر على شيء ، ثم طار أيضا فوجد عيسى عليه السلام قد ولد عند مدود حمار ، وإذا الملائكة قد حفت حوله ، فرجع إليهم فقال إليهم فقال : إن نبيا قد ولد البارحة ما حملت أنثى قط ولا وضعت إلا وأنا بحضرتها إلا هذا . فأيسوا أن تعبد الأصنام بعد هذه الليلة ولكن ائتوا بني آدم من قبل الخفة والعجلة .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } قال : " ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كل بني آدم طعن الشيطان في جنبه إلا عيسى ابن مريم وأمه ، جعل بينهما وبينه حجاب فأصابت الطعنة الحجاب ولم ينفذ إليهما شيء . وذكر لنا أنهما كانا لا يصيبان الذنوب كما يصيبه سائر بني آدم .
وذكر لنا أن عيسى عليه السلام كان يمشي على البحر كما يمشي على البر ، مما أعطاه الله من اليقين والإخلاص " .
وأخرج ابن جرير عن الربيع { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } قال : " إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كل آدمي طعن الشيطان في جنبه غير عيسى وأمه كانا لا يصيبان الذنوب كما يصيبها بنو آدم . قال : وقال عيسى صلى الله عليه وسلم فيما يثني على ربه : وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم فلم يكن له علينا سبيل " .
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال : لولا أنها قالت { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } إذن لم تكن لها ذرية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.