جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَلَمَّا وَضَعَتۡهَا قَالَتۡ رَبِّ إِنِّي وَضَعۡتُهَآ أُنثَىٰ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا وَضَعَتۡ وَلَيۡسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلۡأُنثَىٰۖ وَإِنِّي سَمَّيۡتُهَا مَرۡيَمَ وَإِنِّيٓ أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ} (36)

{ فلما وضعتها } تأنيث الضمير لأن ما في البطن كان أنثى . { قالت رب إني وضعتها أنثى } قالته تحسرا وعذرا مما نذرت فإنها ترجو ذكرا ، ولذلك حررته ، وأنثى حال عن مفعول وضعت . { والله أعلم بما وضعت } : هو قول الله تعظيما لموضوع كان آية للعالمين ، وقرئ : ( وَضَعتُ ) فيكون من كلامها تسلية لنفسها لعل لله فيها سرا ، { وليس الذّكر كالأنثى } فيما نذرت لما فيها من الحيض والنفاس وعدم القوة ، وقيل : هو قول الله أيضا أي : ليس الذكر الذي طلبت كالأنثى التي وهبت ، { وإني سمّيتها{[663]} مريم } : عطف على إني وضعتها أنثى قيل : معنى المريم في لغتهم العابدة . { وإني أُعيذها بك } : أجيرها بحمايتك ، { وذريتها من الشيطان الرجيم{[664]} } : المطرود ، في الحديث ، ( ما من مولود يولد ؛ إلا مسه الشيطان حين يولد ، فيستهل صارخا من مسه إياه ، إلا مريم وابنها ){[665]} .


[663]:أشار بقولها إني سميتها مريم إلى أن تفاءلت باسمها حتى يكون فعلها مطابقا لاسمها/12 منه.
[664]:وذكرت ذلك لربها تقربا إليه وطلبا لأن يصحبها [تصحفت في الأصل إلى (يصبحها)] حتى يكون فعلها مطابقا لاسمها/12.
[665]:أخرجه البخاري في (الأنبياء) (3431)، وفي غير موضع من صحيحه، ومسلم في (الفضائل) (2366).