ثم قال تعالى : { قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم } .
روى الشموني{[58735]} عن الأعمش{[58736]} عن أبي بكر : ( يا عبادي ) بياء مفتوحة{[58737]} .
والمعنى : قل يا محمد لعبادي المؤمنين : يا عباد{[58738]} الذين آمنوا ، أي : صدقوا بالله ورسوله .
{ اتقوا ربكم } أي : اتقوه بطاعته واجتناب معاصيه .
ويروى أن هذه الآية نزلت في جعفر بن أبي طالب ( الطيار في الجنة ){[58739]} وأصحابه من المؤمنين لما قيل لهم : { وأرض الله واسعة } ، خرجوا مهاجرين من مكة إلى أرض الحبشة ، وقيل لهم : { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب }{[58740]} يعني : الصابرين على دينهم يفرون به من بلد إلى بلد{[58741]} .
ثم قال : { للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة{[58742]} } أي : للذين أطاعوا الله في الدنيا ، حسنة في الدنيا وهي العافية والصحة ، قاله السدي{[58743]} .
وقيل : الحسنة التي لهم في الدنيا : موالاة الله إياهم وثناؤه عليهم{[58744]} .
وقيل : المعنى : للذين أطاعوا الله في الدنيا حسنة في الآخرة ، وهي الجنة{[58745]} .
وقوله : { وأرض الله واسعة } يعني : أرض الجنة .
وقيل : المعنى : أرض الدنيا واسعة{[58746]} ، فهاجروا من أرض الشرك إلى أرض{[58747]} السلام{[58748]} .
قال مجاهد في قوله تعالى : { إن أرضي واسعة } أي : أرض الدنيا واسعة فهاجروا واعتزلوا الأوثان{[58749]} .
وقيل : المعنى : أرض الجنة واسعة لمن طلبها وعمل لها .
ثم قال تعالى : { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } أي : إنما يعطي الله أهل الصبر على طاعته أجرهم في الآخرة بغير حساب .
قال قتادة : ما هناكم مكيال ولا ميزان{[58750]} ، وقال السدي : ذلك في الجنة{[58751]} .
قال مالك ، ( هو الصبر على فجائع الدنيا{[58752]} وأحزانها ، وقد بلغني أن الصبر من / الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ){[58753]} .
وروى نافع عن ابن عمر أنه قال : لما نزلت { مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة{[58754]} الآية : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " رب زد أمتي " . فنزلت : { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له }{[58755]} فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " رب زد أمتي " ، فنزلت : { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب }{[58756]} .
وقيل : ( بغير حساب ) . بغير تقدير{[58757]} .
وقيل : المعنى ، يزاد في أجره بغير مطالبة{[58758]} على ما أعطي{[58759]} كما يطالب بالشكر على نعيم الدنيا{[58760]} .
ويقال : ( فلان صابر ){[58761]} : إذا صبر عن المعاصي ، فإن أردت أنه صابر على المصيبة{[58762]} ، قلت صابر على كذا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.