الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٖ فَحَيُّواْ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَآ أَوۡ رُدُّوهَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَسِيبًا} (86)

أخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند حسن عن سلمان الفارسي قال : " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليك يا رسول الله فقال : وعليك ورحمة الله ، ثم أتى آخر فقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله . فقال : وعليك ورحمة الله وبركاته ، ثم جاء آخر فقال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته . فقال له : وعليك . فقال له الرجل : يا نبي الله - بأبي أنت وأمي - أتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما رددت علي ؟ ! فقال : إنك لم تدع لنا شيئا ، قال الله { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها } فرددناها عليك " .

وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة " أن رجلا مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلس فقال : سلام عليكم . فقال : عشر حسنات . فمر رجل آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله . فقال : عشرون حسنة . فمر رجل آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فقال : ثلاثون حسنة " .

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر قال : " جاء رجل فسلم فقال : السلام عليكم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : عشر . فجاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : عشرون . فجاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فقال : ثلاثون " .

وأخرج البيهقي عن سهل بن حنيف قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال : السلام عليكم كتب الله له عشر حسنات ، فإن قال : السلام عليكم ورحمة الله كتب الله له عشرين حسنة ، فإن قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتب له ثلاثين حسنة " .

وأخرج أحمد والدارمي وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي والبيهقي عن عمران بن حصين " أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليكم . فرد عليه وقال : عشر . ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله . فرد عليه ثم جلس فقال : عشرون . ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فرد عليه ثم جلس فقال : ثلاثون " .

وأخرج أبو داود والبيهقي عن معاذ بن أنس الجهني قال : " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه زاد ، ثم أتى آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته . فقال : أربعون . قال : هكذا تكون الفضائل " .

وأخرج ابن جرير عن السدي { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها } يقول : " إذا سلم عليك أحد فقل أنت : وعليك السلام ورحمة الله ، أو تقطع إلى السلام عليك كما قال لك " .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطاء في قوله { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها } قال : ذلك كله في أهل الإسلام .

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر . أنه كان إذا سلم عليه إنسان رد كما يسلم عليه ، يقول : السلام عليكم . فيقول عبد الله : السلام عليكم .

وأخرج البيهقي أيضا عن عروة بن الزبير . أن رجلا سلم عليه فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فقال عروة ما ترك لنا فضل ، إن السلام انتهى إلى وبركاته .

وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن سالم مولى عبد الله بن عمر قال : كان ابن عمر إذا سلم عليه فرد زاد ، فأتيته فقلت : السلام عليكم . فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، ثم أتيته مرة أخرى فقلت : السلام عليكم ورحمة الله . فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ثم أتيته مرة أخرى فقلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وطيب صلواته .

وأخرج البيهقي من طريق المبارك بن فضالة عن الحسن في قوله { فحيوا بأحسن منها } قال : تقول إذا سلم عليك أخوك المسلم فقال : السلام عليك . فقل : السلام عليكم ورحمة الله { أو ردوها } يقول : إن لم تقل له السلام عليك ورحمة الله فرد عليه كما قال : السلام عليكم كما سلم ، ولا تقل وعليك .

وأخرج ابن المنذر من طريق يونس بن عبيد عن الحسن في الآية قال { أحسن منها } للمسلمين { أو ردوها } على أهل الكتاب قال : وقال الحسن : كل ذلك للمسلم .

وأخرح ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : من سلم عليك من خلق الله فاردد عليه ، وإن كان يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا ، ذلك بأن الله يقول { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها } .

وأخرج البخاري في الأدب وابن المنذر عن ابن عباس قال : لو أن فرعون قال لي : بارك الله فيك . لقلت : وفيك بارك الله .

وأخرج البخاري في الأدب المفرد وابن جرير عن الحسن قال : السلام تطوع ، والرد فريضة .

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " السلام اسم من أسماء الله وضعه الله في الأرض : فأفشوه بينكم ، وإذا مر رجل بالقوم فسلم عليهم فردوا كان له عليهم فضل درجة لأنه ذكرهم السلام ، وإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأفضل " .

وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن ابن مسعود . موقوفا .

وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أنس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن السلام اسم من أسماء الله وضعه الله في الأرض ، فأفشوا السلام بينكم " .

وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه الله في الأرض ، فأفشوه بينكم " .

وأخرج البيهقي عن ابن عمر قال : السلام اسم من أسماء الله ، فإذا أنت أكثرت منه أكثرت من ذكر الله .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن السلام اسم من أسماء الله جعله بين خلقه ، فإذا سلم المسلم على المسلم قفد حرم عليه أن يذكره إلا بخير " .

وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفشوا السلام بينكم فإنها تحية أهل الجنة ، فإذا مر رجل على ملأ فسلم عليهم كان له عليهم درجة وإن ردوا عليه ، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم الملائكة " .

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي بكر الصديق قال : السلام أمان الله في الأرض .

وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من بدأ بالسلام فهو أولى بالله ورسوله " .

وأخرج البخاري في الأدب وابن مردويه عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين . ولفظ ابن مردويه قال : إن اليهود قوم حسد ، وإنهم لن يحسدوا أهل الإسلام على أفضل من السلام ، أعطانا الله في الدنيا وهو تحية أهل الجنة يوم القيامة ، وقولنا وراء الإمام آمين " .

وأخرج البيهقي عن الحارث بن شريح . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن المسلم أخو المسلم ، إذا لقيه رد عليه من السلام بمثل ما حياه به أو أحسن من ذلك ، وإذا استأمره نصح له ، وإذا استنصره على الأعداء نصره ، وإذا استنعته قصد السبيل يسره ونعت له ، وإذا استغاره أحد على العدو أغاره ، وإذا استعاره الحد على المسلم لم يعره ، وإذا استعاره الجنة أعاره لا يمنعه الماعون . قالوا : يا رسول الله وما الماعون ؟ قال : الماعون في الحجر والماء والحديد . قالوا : وأي الحديد ؟ قال : قدر النحاس وحديد الفاس الذي تمتهنون به . قالوا : فما هذا الحجر ؟ قال : القدر من الحجارة " .

وأخرج البيهقي عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا التقى المؤمنان فسلم كل واحد منهما على صاحبه وتصافحا ، كان أحبهما إلى الله أحسنهما بشرا لصاحبه ونزلت بينهما مائة رحمة ، للبادي تسعون وللمصافح عشر " .

وأخرج البيهقي عن الحسن . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن من الصدقة أن تسلم على الناس وأنت منطلق الوجه " .

وأخرج الطبراني والبيهقي عن أبي أمامة . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله جعل السلام تحية لأمتنا ، وأمانا لأهل ذمتنا " .

وأخرج البيهقي عن زيد بن أسلم . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يسلم الراكب على الماشي ، والماشي على القاعد ، والقليل على الكثير ، والصغير على الكبير ، وإذا مر بالقوم فسلم منهم واحدا أجزأ عنهم ، وإذا رد من الآخرين واحد أجزأ عنهم " .

وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمرو قال : " مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل وعليه ثوبان أحمران فسلم عليه ، فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

وأخرج البيهقي عن سعيد بن أبي هلال الليثي قال : سلام الرجل يجزي عن القوم ، ورد السلام يجزي عن القوم .

وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال : إني لأرى جواب الكتاب حقا ، كما أرى حق السلام .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة في قوله { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها } قال : ترون هذا في السلام وحده ؟ هذا في كل شيء ، من أحسن إليك فأحسن إليه وكافئه ، فإن لم تجد فادع له أو أثن عليه عند إخوانه .

وأخرج عن سعيد بن جبير في قوله { إن الله كان على كل شيء } يعني من التحية وغيرها { حسيبا } يعني شهيدا .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد { حسيبا } قال : حفيظا .