الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٖ فَحَيُّواْ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَآ أَوۡ رُدُّوهَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَسِيبًا} (86)

{ وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ } على المسلمين أي زيدوا عليها كقول القائل : السلام عليكم فيقول : وعليكم السلام ورحمة الله ونحوها ، ومن قال لأخيه المسلم : السلام عليكم كتب له بها عشر حسنات ، فإن قال : السلام عليكم ورحمة الله كتبت له عشرون حسنة ، فإن قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتب له ثلاثون حسنة ، وكذلك لمن ردّ من الأجر .

قال ابن عباس : ومن يسلم عشر مرات فله من الأجر عتق رقبة وكذلك لمن ردَّ السلام عشر مرات { أَوْ رُدُّوهَآ } بمثلها على أهل الكتاب وأهل الشرك فإن كان من أهل دينه فليزد عليه بأحسن منها ، وإن كان من غير أهل دينه فليقل وعليكم لايزيد على ذلك .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم " .

{ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً } من رد السلام مثله أو بأحسن منه حسيباً أي حاسباً مجازياً .

وقال مجاهد : حافظاً . أبو عبيدة : كافياً مقتدراً ، يقال حسبي كذا أي كفاني .

وأعلم إن بكل موضع وجُد ذكرٌ كان موصولاً بالله فإن ذلك صلح للماضي ، والخبر هو المستدل ، فإذا كان لغير الله فإنه يكون على خلاف هذا المعنى .