والتحية في الأصل : المُلْك . قال :
أَؤمُّ بها أبا قابوسَ حتى *** أُنيخَ على تَحِيَّته بجُندي
ولكل ما نال الفتى *** قد نلتُه إلا التحِيَّهْ
ويقال : التحية : البقاء والمُلْك ، ومنه : " التحيات لله " ثم استُعملت في السلام مجازاً ، ووزنها تَفْعِلة ، والأصل : تَحْيِيَة فأدغمت ، وهذا الإِدغامُ واجبٌ خلافاً للمازني ، وأصل الأصل تَحْيِيٌّ ، لأنه مصدر حَيّا ، وحَيّا : فَعَّل ، وفَعَّل مصدرُه على التفعيل ، إلا أن يكون معتلَ اللام نحو : زكَّى وغَطَّى [ فإنه تحذف إحدى الياءين ] ويعوض منها تاء التأنيث فيقال : تزكية وتغطية ، إلا ما شَذَّ من قوله :
باتَتْ تُنَزِّي دلوَها تَنْزِيَّاً *** كما تُنَزِّي شَهْلَةٌ صبيَّاً
إلا أن هذا الشذوذَ لا يجوزُ مثلُه في نحو " حَيّا " لاعتلالِ عينه ولامه بالياء ، وألحق بعضُم ما لامُه همزةٌ بالمعتلِّها نحو : " نَبّأ تنبئة " و " خَبّأ تخبئة " . ومثلُها : أَعْيِيَة وأَعِيَّة ، جمع عَيِيٌّ . وقال الراغب : " وأصلُ التحيَّة من الحَياة ، ثم جُعِل كلُّ دعاءٍ تحيةً لكون جميعِه غيرَ خارجٍ عن حصولِ الحياةِ أو سببِ الحياة . وأصل التحية أن تقول : " حَيَّاك الله " ثم استُعْمِل في عُرْفِ الشرعِ في دعاء مخصوصٍ .
وقوله تعالى : { أَوْ رُدُّوهَآ } أي : رُدُّوا مثلَها ؛ لأنَّ ردَّ عينها مُحالٌ ، فحُذِفَ المضافُ نحو : { وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ } [ يوسف : 82 ] وأصلُ " حَيُّوا " حَيِّيُوا ، فاستُثْقِلت الضمةُ على الياءِ ، فَحُذِفت الضمةُ فالتقى ساكنان : الياءُ والواوُ فحُذِفت الياءُ وضُمَّ ما قبل الواو . وقوله " بأحسنَ " اي : بتحيةٍ أحسنَ من تلك التحيةِ الأولى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.