فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا} (2)

{ وَرَأَيْتَ الناس يَدْخُلُونَ فِي دِينِ الله أفواجا } أي : أبصرت الناس من العرب وغيرهم يدخلون في دين الله الذي بعثك به جماعات فوجاً بعد فوج . قال الحسن : لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قال العرب : أما إذ ظفر محمد بأهل الحرم ، وقد أجارهم الله من أصحاب الفيل ، فليس لكم به يدان ، فكانوا يدخلون في دين الله أفواجاً ، أي : جماعات كثيرة بعد أن كانوا يدخلون واحداً واحداً ، واثنين اثنين ، فصارت القبيلة تدخل بأسرها في الإسلام . قال عكرمة ومقاتل : أراد بالناس أهل اليمن ، وذلك أنه ورد من اليمن سبعمائة إنسان مؤمنين ، وانتصاب { أفواجاً } على الحال من فاعل يدخلون ، ومحل قوله : «يدخلون في دين الله » النصب على الحال إن كانت الرؤية بصرية ، وإن كانت بمعنى العلم فهو في محل نصب على أنه المفعول الثاني .

/خ3