فلما سمع يوسف منه ذلك قال { اجعلني على خَزَائِنِ الأرض } أي : ولني أمر الأرض التي أمرها إليك وهي أرض مصر ، أو اجعلني على حفظ خزائن الأرض ، وهي الأمكنة التي تخزن فيها الأموال . طلب يوسف عليه السلام منه ذلك ليتوصل به إلى نشر العدل ، ورفع الظلم ، ويتوسل به إلى دعاء أهل مصر إلى الإيمان بالله ، وترك عبادة الأوثان . وفيه دليل على أنه يجوز لمن وثق من نفسه إذا دخل في أمر من أمور السلطان أن يرفع منار الحق ، ويهدم ما أمكنه من الباطل ، طلب ذلك لنفسه ، ويجوز له أن يصف نفسه بالأوصاف التي لها ، ترغيباً فيما يرومه ، وتنشيطاً لمن يخاطبه من الملوك بإلقاء مقاليد الأمور إليه ، وجعلها منوطة به ، ولكنه يعارض هذا الجواز ما ورد عن نبينا صلى الله عليه وسلم من النهي عن طلب الولاية والمنع من تولية من طلبها ، أو حرص عليها ، والخزائن جمع خزانة ، وهي اسم للمكان الذي يخزن فيه الشيء ، والحفيظ : الذي يحفظ الشيء ، أي : { إِنّي حَفِيظٌ } لما جعلته إليّ من حفظ الأموال لا أخرجها في غير مخارجها ، ولا أصرفها في غير مصارفها { عَلِيمٌ } بوجود جمعها وتفريقها ومدخلها ومخرجها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.