فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعۡضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمۡ أَوۡ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُ وَعَلَيۡنَا ٱلۡحِسَابُ} (40)

{ وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ } «ما » زائدة وأصله : وإن نرك { بَعْضَ الذي نَعِدُهُمْ } من العذاب كما وعدناهم بذلك بقولنا : { لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الحياة الدنيا } وبقولنا : { وَلاَ يَزَالُ الذين كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ } والمراد أريناك بعض ما نعدهم قبل موتك ، أو توفيناك قبل إراءتك لذلك { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البلاغ } أي : فليس عليك إلاّ تبليغ أحكام الرسالة ، ولا يلزمك حصول الإجابة منهم لما بلغته إليهم { وَعَلَيْنَا الحساب } أي : محاسبتهم بأعمالهم ومجازاتهم عليها ، وليس ذلك عليك . وهذا تسلية من الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم وإخبار له أنه قد فعل ما أمره الله به ، وليس عليه غيره ، وأن من لم يجب دعوته ، ويصدّق نبوّته فالله سبحانه محاسبه على ما اجترم واجترأ عليه من ذلك .

/خ43