تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعۡضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمۡ أَوۡ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُ وَعَلَيۡنَا ٱلۡحِسَابُ} (40)

وقوله تعالى : ( وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ) كأنه صلى الله عليه وسلم طمع ، أو سأله أن يريه جميع ما وعد له من إنزال العذاب عليهم وأنواع ما وعد ، فقال : إن شئنا ( نرينك بعض ) ما وعدنا ، وإن شئنا ( نتوفينك ) ولم نرك ( فإنما عليك البلاغ ) أي ليس لك من الأمر شيء ، أي ليس إليك هذا ( فإنما عليك البلاغ ) وهو كقوله ( ليس لك من الأمر شيء )[ آل عمران : 128 ] .

[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( فإنما عليك البلاغ ) فيخرج مخرج العتاب والتوبيخ ، ليس مخرج الوعد والعدة ؛ إذ قوله : ذا أو ذا بحرف شك ، فهو يخرج على الوعد أو على النهي عن سؤال كان من رسول الله ، فإن كان على النهي ، فكأنه نهاه أن يسأل إنزال العذاب عليهم [ فهو ][ ساقطة من الأصل وم ] يقول : إن شئنا أنزلنا ، وإن شئنا لم ننزل .

وإن كان على الوعد [ فهو ][ ساقطة من الأصل وم ] يقول : نريك بعض ما وعدنا ، ولا نريك كله ، وإلا فظاهره[ في الأصل وم : ظاهره ] حرف شك .

وقوله تعالى : ( وعلينا الحساب ) يحتمل ما وعد وجزاءه ، ويحتمل الحساب المعروف الذي يحاسبهم يوم القيامة ، والله أعلم .