ولما كان من مقترحاتهم وطلباتهم استهزاء استعجال السيئة مما توعدوا به وكانت النفس ربما تمنت وقوع ذلك البعض وإثباته ليؤمن به غيره تقريباً لفصل النزاع قال تعالى : { وإما نرينك } يا محمد وأكده بتأكيد للإعلام بأنه لا حرج عليه في ضلال من ضل بعد إبلاغه { بعض الذي نعدهم } ، أي : من العذاب وأنت حيّ مما تريد ، أو يريد أصحابك قبل وفاتك فذلك شافيك من أعدائك ، والوعد الخبر عن خير مضمون ، والوعيد الخبر عن شر مضمون والمعنى عليه وسماه وعداً لتنزيلهم إياه في طلب نزوله منزلة الوعد { أو نتوفينك } ، أي : قبل أن نرينك ذلك فلا لوم عليك ولا عتب { فإنما عليك البلاغ } ، أي : ليس عليك إلا تبليغ الرسالة إليهم ، وليس عليك أن تجازيهم ولا أن تأتيهم بالمقترحات ، والبلاغ ، اسم أقيم مقام التبليغ ، وأمّا فيه إدغام نون أن الشرطية في ما الزائدة . { وعلينا الحساب } ، أي : علينا أن نحاسبهم يوم القيامة فنجازيهم بأعمالهم ، فلا تحتفل بإعراضهم ولا تستعجل بعذابهم .
تنبيه : قال أبو حيان : هنا شرطان ؛ لأنّ المعطوف على الشرط شرط ، فيقدّر لكل شرط ، ما يناسب أن يكون جزاء مرتباً عليه والتقدير : وإمّا نرينك بعض الذي نعدهم ، فذلك شافيك من أعدائك ، وإمّا نتوفينك قبل حلوله بهم فلا لوم عليك ولا عتب ، وقد مرّت الإشارة إلى ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.