فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُلۡ ءَاذَنتُكُمۡ عَلَىٰ سَوَآءٖۖ وَإِنۡ أَدۡرِيٓ أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٞ مَّا تُوعَدُونَ} (109)

{ فَإِن تَوَلَّوْا } أي أعرضوا عن الإسلام { فَقُلْ } لهم { آذنتكم على سَوَاء } أي : أعلمتكم أنا وإياكم حرب لا صلح بيننا كائنين على سواء في الإعلام لم أخصّ به بعضكم دون بعض كقوله سبحانه : { وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فانبذ إِلَيْهِمْ على سَوَاء } [ الأنفال : 58 ] أي أعلمهم أنك نقضت العهد نقضاً سوّيت بينهم فيه . وقال الزجاج : المعنى : أعلمتكم ما يوحى إليّ على استواء في العلم به ، ولا أظهر لأحد شيئاً كتمته على غيره { وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ } أي ما أدري أما توعدون به قريب حصوله أم بعيد ، وهو غلبة الإسلام وأهله على الكفر وأهله ؛ وقيل : المراد بما توعدون : القيامة .

وقيل : آذنتكم بالحرب ولكن لا أدري ما يؤذن لي في محاربتكم .

/خ112