فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{۞وَأَيُّوبَ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرۡحَمُ ٱلرَّـٰحِمِينَ} (83)

{ وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ } معطوف على ما قبله ، والعامل فيه : إما المذكور أو المقدّر كما مرّ ، والعامل في الظرف وهو { إذ نادى ربه } هو العامل في أيوب { أَنّي مَسَّنِيَ الضر } أي بأني مسني الضرّ . وقرئ بكسر «إني » .

واختلف في الضرّ الذي نزل به ماذا هو ؟ فقيل : إنه قام ليصلي فلم يقدر على النهوض . وقيل : إنه أقرّ بالعجز ، فلا يكون ذلك منافياً للصبر . وقيل : انقطع الوحي عنه أربعين يوماً . وقيل : إن دودة سقطت من لحمه ، فأخذها وردّها في موضعها فأكلت منه ، فصاح : مسني الضرّ ؛ وقيل : كان الدود تناول بدنه فيصبر حتى تناولت دودة قلبه . وقيل : إن ضرّه قول إبليس لزوجته : اسجدي لي ، فخاف ذهاب إيمانها ، وقيل : إنه تقذره قومه . وقيل : أراد بالضرّ الشماتة ، وقيل : غير ذلك . ولما نادى ربه متضرّعاً إليه وصفه بغاية الرحمة فقال : { وَأَنتَ أَرْحَمُ الراحمين } .

/خ88