قوله : { وَمَا كَانَ لِنَبِيٍ أَنْ يَغُلَّ } أي : ما صحّ له ذلك لتنافي الغلول والنبوّة . قال أبو عبيد : الغلول من المغنم خاصَّة ، ولا نراه من الخيانة ، ولا من الحقد ، ومما يبين ذلك أنه يقال : من الخيانة : أغَلّ يِغلّ ، ومن الحِقْد غَلّ يَغِلُّ بالكسر ، ومن الغُلول غَلّ يَغِلُّ بالضم ، يقال غلّ المغنم غلولاً ، أي : خان بأن يأخذ لنفسه شيئاً يستره على أصحابه ، فمعنى الآية على القراءة بالبناء للفاعل : ما صح لنبيّ أن يخون شيئاً من المغنم ، فيأخذه لنفسه من غير اطلاع أصحابه . وفيه تنزيه الأنبياء عن الغلول . ومعناها على القراءة بالبناء للمفعول : ما صح لنبيّ أن يغله أحد من أصحابه : أي : يخونه في الغنيمة ، وهو على هذه القراءة الأخرى نهي للناس عن الغلول في المغانم ، وإنما خص خيانة الأنبياء مع كون خيانة غيرهم من الأئمة ، والسلاطين ، والأمراء حراماً ، لأن خيانة الأنبياء أشدّ ذنباً ، وأعظم وزراً { وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ القيامة } أي يأت به حاملاً له على ظهره ، كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فيفضحه بين الخلائق ، وهذه الجملة تتضمن تأكيد تحريم الغلول ، والتنفير منه ، بأنه ذنب يختص فاعله بعقوبة على رؤوس الأشهاد يطلع عليها أهل المحشر وهي : مجيئه يوم القيامة بما غله حاملاً له قبل أن يحاسب عليه ، ويعاقب عليه . قوله : { ثُمَّ توفى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ } أي : تعطي جزاء ما كسبت وافياً من خير وشرّ ، وهذه الآية تعمّ كل من كسب خيراً ، أو شراً ، ويدخل تحتها الغالّ دخولاً أولياً لكون السياق فيه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.