ثم شرع سبحانه في حكاية بقية كلام لقمان في وعظه لابنه فقال : { يا بنى إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مّنْ خَرْدَلٍ } الضمير في { إنها } عائد إلى الخطيئة ، لما روي : أن ابن لقمان قال لأبيه : يا أبت إن عملت الخطيئة حيث لا يراني أحد هل يعلمها الله ؟ فقال : إنها ، أي الخطيئة ، والجملة الشرطية مفسرة للضمير ، أي إن الخطيئة إن تك مثقال حبة من خردل . قال الزجاج : التقدير إن التي سألتني عنها إن تك مثقال حبة من خردل ، وعبر بالخردلة ؛ لأنها أصغر الحبوب ، ولا يدرك بالحسّ ثقلها ولا ترجح ميزاناً . وقيل : إن الضمير في : { إنها } راجع إلى الخصلة من الإساءة والإحسان ، أي إن الخصلة من الإساءة والإحسان إن تك مثقال حبة إلخ ، ثم زاد في بيان خفاء الحبة مع خفتها فقال : { فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ } فإن كونها في الصخرة قد صارت في أخفى مكان وأحرزه { أَوْ فِي السموات أَوْ فِي الأرض } أي أو حيث كانت من بقاع السماوات ، أو من بقاع الأرض { يَأْتِ بِهَا الله } أي يحضرها ، ويحاسب فاعلها عليها { إِنَّ الله لَطِيفٌ } لا تخفى عليه خافية ، بل يصل علمه إلى كل خفيّ { خَبِيرٌ } بكل شيء لا يغيب عنه شيء . قرأ الجمهور { إن تك } بالفوقية على معنى إن تك الخطيئة أو المسألة ، أو الخصلة أو القصة . وقرأوا { مثقال } بالنصب على أنه خبر كان ، واسمها هو أحد تلك المقدرات . وقرأ نافع برفع { مثقال } على أنه اسم كان وهي تامة . وأنث الفعل في هذه القراءة لإضافة مثقال إلى المؤنث . وقرأ الجمهور { فتكن } بضم الكاف . وقرأ الجحدري بكسرها وتشديد النون . من الكنّ الذي هو الشيء المغطى . قال السدّي : هذه الصخرة هي صخرة ليست في السماوات ، ولا في الأرض .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.