فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (15)

{ وَإِن جاهداك على أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } أي ما لا علم لك بشركته { فَلاَ تُطِعْهُمَا } في ذلك . وقد قدّمنا تفسير الآية ، وسبب نزولها في سورة العنكبوت ، وانتصاب { مَّعْرُوفاً } على أنه صفة لمصدر محذوف ، أي وصاحبهما صحاباً معروفاً .

وقيل : هو منصوب بنزع الخافض ، والتقدير بمعروف { واتبع سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ } أي اتبع سبيل من رجع إليّ من عبادي الصالحين بالتوبة والإخلاص { ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ } جميعاً لا إلى غيري { فَأُنَبِئُكُم } أي أخبركم عند رجوعكم { بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } من خير وشرّ فأجازي كلّ عامل بعمله . وقد قيل : إن هذا السياق من قوله : { ووصينا الإنسان } إلى هنا من كلام لقمان فلا يكون اعتراضاً وفيه بعد .

/خ19