قوله : { فَبَعَثَ الله غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأرض لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِى سَوْأة أَخِيه } قيل : إنه لما قتل أخاه لم يدر كيف يواريه ؛ لكونه أوّل ميت مات من بني آدم ، فبعث الله غرابين أخوين فاقتتلا فقتل أحدهما صاحبه ، فحفر له ثم حثا عليه ، فلما رآه قابيل : { يَا وَيْلَتي أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذا الغراب فَأُوَارِيَ سَوْأةَ أَخِي } فواراه ، والضمير المستكن في { لِيُرِيَهُ } للغراب ؛ وقيل لله سبحانه ، و { كَيْفَ } في محل نصب على الحال من ضمير : { يواري } والجملة ثاني مفعولي يريه . والمراد بالسوأة هنا ذاته كلها لكونها ميتة ، و{ قَالَ } استئناف جواب سؤال مقدّر من سوق الكلام ، كأنه قيل : فماذا قال عند أن شاهد الغراب يفعل ذلك ؟ و{ يا ويلتي } كلمة تحسر وتحزن ، والألف بدل من ياء المتكلم كأنه دعا ويلته بأن تحضر في ذلك الوقت ، والويلة الهلكة ، والكلام خارج مخرج التعجب منه من عدم اهتدائه لمواراة أخيه ، كما اهتدى الغراب إلى ذلك { فَأُوَارِيَ } بالنصب على أنه جواب الاستفهام ، وقرئ بالسكون على تقدير فأنا أواري { فَأَصْبَحَ مِنَ النّادمين } على قتله ؛ وقيل : لم يكن ندمه ندم توبة بل ندم لفقده ، لا على قتله ؛ وقيل غير ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.