تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَأَعۡرَضُواْ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ سَيۡلَ ٱلۡعَرِمِ وَبَدَّلۡنَٰهُم بِجَنَّتَيۡهِمۡ جَنَّتَيۡنِ ذَوَاتَيۡ أُكُلٍ خَمۡطٖ وَأَثۡلٖ وَشَيۡءٖ مِّن سِدۡرٖ قَلِيلٖ} (16)

15

{ فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل } .

المفردات :

فأعرضوا : عن شكر الله ونعمه .

سيل العرم : سد السيل العرم وهو سد يعترض الوادي ويطلق على المطر الشديد والعرم الصعب .

وبدلناهم : آتيناهم بدل جنتيهم .

ذواتى أكل خمط : أي صاحبتي أكل مر بشع .

أثل : شجر يشبه شجر الطرفاء لا ثمر له .

سدر : شجر النبق .

التفسير :

فأعرضوا عن شكر الله وعن المحافظة على السد وأترفوا وفسقوا فعاقبهم الله بتحطيم سد مأرب حيث أرسل أمطارا غزيرة كالحجارة القوية فأزاحت سد مأرب وأغرقت المياه الأشجار والبساتين الجميلة وبعد تحطيم السد ذيلت الشجار وجفت الزراعة ولم تبق لهم غلا أشجار متناثرة في الصحراء كبيرة الشوك سميت بالجنان على سبيل المشاكلة والتهكم .

قال قتادة : كان شجرهم خير الشجر فصبره الله شر الشجر بأعمالهم .

{ وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط . . . }

وأبدلناهم بجنتيهم النضرتين جنتين ذواتي ثمر : خمط : مر بشع يجمع بين المرارة والحموضة لا يستسيغه أحد .

{ وأثل . . . } شجر لا ثمر له يشبه شجر الطرفاء .

{ وشيء من سدر قليل . . . }

وشيء قليل من شجر السدر وهو المعروف بالنبق وهذا النوع ينتفع به وله شان عند العرب ولكنه كان قليلا عقابا لهم ولو أطلق لكان نعمة لا نقمة .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَأَعۡرَضُواْ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ سَيۡلَ ٱلۡعَرِمِ وَبَدَّلۡنَٰهُم بِجَنَّتَيۡهِمۡ جَنَّتَيۡنِ ذَوَاتَيۡ أُكُلٍ خَمۡطٖ وَأَثۡلٖ وَشَيۡءٖ مِّن سِدۡرٖ قَلِيلٖ} (16)

قوله : { فأعرضوا } عن شكر الله ؛ إذ جحدوا نعمته وكذبوا رسله وهذا أشد الكفران { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ } أي السيل العرم . وذلك من باب إضافة الموصوف لصفته في الأصل ؛ إذ الأصل العرم . و { العرم } معناه الشديد ، من العرامة وهي الشراسة والصعوبة . وعرم فلان فهو عارم وعرم . وقيل : العرم اسم للوادي الذي كان فيه الماء نفسه . وقيل : أرسلنا عليهم سيل المطر العرم أي الشديد{[3801]} فكثر الماء وملأ ما بين الجبلين وحمل الجنات وكثيرا من الناس ممن لم يمكنه الفرار . وهؤلاء هم الذين ضربت بهم العرب في المثل للفرقة فقالوا : تفرقوا أيدي سبأ .

قوله : { وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ } أي أذهبنا جنيتهم لمذكورتين بالسيل الشديد الجارف وآتيناهم بدلهما جنتين ذواتي { أُكُلٍ خَمْطٍ } الأكل : الثمر . والخمط : الحامض أو المرّ من كل شيء . وكل نبت أخذ طعاما من مرارة . والحمل القليل من كل شجر . وشجر كالسِّدر . وشجر قاتل . أو كل شجر لا شوك له . وثمر الأبرار{[3802]}

قوله : { وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ } أثلٍ معطوف على أُكل . والأثل شجر يشبه الطرفاء أو هو الطرفاء . وأما السدر فهو شجر النبق .


[3801]:الدر المصون ج 9 ص 172
[3802]:القاموس المحيط ص 860