رضي : الرضا من الله تعالى محبة وعطف وحنان ورعاية ، وتوفيق وهداية وتقدير ، وعدم سخط على أهل الحديبية لمبايعتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
يبايعونك : يعاهدونك على السمع والطاعة .
الشجرة : شجرة سمُرة ( شجرة طلح ، وهي المعروفة الآن بالسنط ) ، بايع المسلمون تحت ظلها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ما في قلوبهم : من الصدق والإخلاص في المبايعة .
السكينة : طمأنينة القلب ، وسكون النفس .
فتحا قريبا : هو فتح خيبر عقب انصرافهم من الحديبية .
18- { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا } .
إن الرضا والبركة ، والرحمة والفضل ، والسكينة والأمان والمغفرة ، قد نزلت من الله تعالى على هؤلاء الصحابة الأجلاء ، وكانوا ألفا وأربعمائة رجل ، قد بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة الرضوان ، فسجل الله رضاه عنهم ، وقال صلى الله عليه وسلم لهم : ( أنتم اليوم خير أهل الأرض ) .
وقد حضر جبريل الأمين هذه البيعة ، روى ابن أبي حاتم ، عن إياس بن سلمة ، عن أبيه قال : بينما نحن قائلون إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيها الناس ، البيعة البيعة ، نزل روح القدس ، قال : فسرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو تحت شجرة سُمرة فبايعناه ، فذلك قول الله تعالى : { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة . . . }
قال : فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان رضي الله عنه ، بإحدى يديه على الأخرى11 .
من التضحية والفداء ، والصدق والوفاء ، والسمع والطاعة .
فأنزل عليهم الطمأنينة والهدوء ، والامتثال لأمر الله ورسوله .
عوضهم الله وكافأهم بفتح قريب ، ثم بعد شهرين من الحديبية ، وهو فتح خيبر ، وفتح مكة ، وفتح حنين والطائف ، بل وسائر ما فتحه الله عليهم من البلاد ، وما وقع لهم من العز والرفعة ، والنصر والمنعة في الدنيا والآخرة .
قوله تعالى : { لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا 18 ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما } .
ذلك إخبار من الله عن رضاه عن المؤمنين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة وهي سمرة ، بأرض الحديبية وكانوا ألفا وأربعمائة وهي المسماة بيعة الرضوان . وقصتها باقتضاب : أن النبي صلى الله عليه وسلم حين نزل الحديبية بعث جواس بن أمية الخزاعي رسولا إلى أهل مكة فهموا به ، فمنعه الأحابيش . فلما رجع دعا بعمر ( رضي الله عنه ) ليبعثه فقال : إني أخافهم على نفسي لما من عداوتي إياهم وما بمكة عدو يمنعني . ولكني أدلك على رجل هو أعز بها مني وأحب إليهم عثمان بن عفان . فبعثه فأخبرهم أنه لم يأت بحرب وإنما جاء زائرا لهذا البيت معظما لحرمته فوقروه وقالوا : إن شئت أن تطوف بالبيت فافعل فقال : ما كنت لأطوف قبل أن يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم واحتبس عندهم فشاعت أراجيف بأنهم قتلوه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لانبرح حتى نبرح حتى نناجز القوم " ودعا الناس إلى البيعة فبايعوه تحت الشجرة .
قوله : { فعلم ما في قلوبهم } من الإخلاص والوفاء والصدق والتقوى { فأنزل السكينة عليهم } أي نزل في قلوبهم الأمن والطمأنينة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.