{ ولا تصغر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور . }
ولا تصغر خدك : ولا تمل خدك عن الناس ولا تولهم صفحة وجهك كما يفعل المتكبرين .
ولا تتكبر على عباد الله ولا تمل خدك تيها وعجبا بل تواضع للناس .
وأصل الصعر داء يأخذ الإبل في أعناقها أو رءوسها حتى يلوى أعناقها عن رؤوسها فشبه به الرجل المتكبر ومنه قول عمرو التغلبي :
وكنا إذا الجبار صعر خده *** أقمنا له من ميله فتقوما
{ ولا تمش في الأرض مرحا . . . } جذلا فرحا متكبرا متبطرا جبارا عنيدا أي : لا تفعل ذلك فيبغضك الله .
{ إن الله لا يحب كل مختال فخور . . . } والمختال : المتكبر المعجب بنفسه وهو مأخوذ من الخيلاء وهو التبختر في المشي كبرا .
والفخور : كثير الفخر والمباهاة بنفسه وماله و أعماله وعطائه والقليل منه جائز إذا كانا تحدثا بنعمة الله مثل اختيال المجاهدين بين الصفين .
{ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ } أي : لا تُمِلْهُ وتعبس بوجهك الناس ، تكبُّرًا عليهم ، وتعاظما .
{ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا } أي : بطرا ، فخرا بالنعم ، ناسيا المنعم ، معجبا بنفسك . { إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ }{[669]} في نفسه وهيئته وتعاظمه { فَخُور } بقوله .
قوله تعالى : { ولا تصعر خدك للناس } قرأ ابن كثير ، وابن عامر ، وعاصم ، وأبو جعفر ، ويعقوب : ولا تصعر بتشديد العين من غير ألف ، وقرأ الآخرون : تصاعر بالألف ، يقال : صعر وجهه وصاعر : إذا مال وأعرض تكبراً ، ورجل أصعر : أي : مائل العنق . قال ابن عباس : يقول : لا تتكبر فتحقر الناس وتعرض عنهم بوجهك إذا كلموك . وقال مجاهد : هو الرجل يكون بينك وبينه إحنة فتلقاه فيعرض عنك بوجهه . وقال عكرمة : هو الذي إذا سلم عليه لوى عنقه تكبراً . وقال الربيع بن أنس وقتادة : ولا تحقرن الفقراء ليكن الفقر والغني عندك سواء ، { ولا تمش في الأرض مرحاً } خيلاء تكبرا{ إن الله لا يحب كل مختال } في مشيه { فخور } على الناس .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.