اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظٗا} (80)

وذلك أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَقُول : " مَنْ أطَاعَنِي فَقَدْ أطاعَ الله ، ومن أحَبَّنِي فقد أحَبَّ الله " {[8927]} فقال بَعْضُ المُنَافِقِين : ما يُريدُ هذا الرَّجُلُ إلا أن نَتَّخِذَهُ ربّاً ؛ كما اتَّخَذَتِ النَّصَارى عِيسَى ابن مَرْيمَ ربّاً ؛ فأنزل الله - عز وجل - : " من يطع الرسول " فيما أمَرَهُ [ الله ]{[8928]} " فقد أطاع الله " ، " ومن تولى " : عن طاعته " فما أرسلناك " يا محمَّد " عليهم حفيظاً " أي : حَافِظاً ورَقِيباً ، بل كل أمُورهم إلى اللَّه - تعالى - ، ولا تغتم بسبب تولِّيهم ولا تَحْزَن ، والمُرَادُ : تسلِيَة الرَّسُول - عليه الصَّلاة والسلام - .

قيل : نَسَخَ اللَّه - عز وجل - هذه الآية بآيَة السَّيْف ، وأمره بِقتال من خَالَفَ اللَّه ورسُوله .

قوله : " حفيظاً " : حالٌ من كَافِ " أرسلناك " و " عليهم " مُتعلِّق ب " حفيظاً " ، وأجاز فيه أبُو البَقَاءِ{[8929]} ما تقدَّم في " للنَّاسِ " .


[8927]:تقدم.
[8928]:سقط في أ.
[8929]:ينظر: الإملاء 1/188.