غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظٗا} (80)

71

ثم لما بين أنه لكل فرد من أفراد الناس رسول أوجب طاعته بقوله : { من يطع الرسول فقد أطاع الله } لأنّ طاعة الرسول لكونه رسولاً فيما هو رسول لا تكون إلاّ طاعة لله .

قال مقاتل في هذه الآية : إنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : " من أحبني فقد أحب الله ومن أطاعني فقد أطاع الله " فقال المنافقون : لقد قارف الرجل الشرك ، هو ينهي أن يعبد غير الله ويريد أن نتخذه رباً كما اتخذت النصارى عيسى فأنزل الله هذه الآية . وهي من أقوى الدلائل على أنه معصوم في جميع الأوامر والنواهي وفي تبليغه وفي أفعاله وإلاّ لم تكن طاعته فيما أخطأ طاعة لله . { ومن تولى } قيل : هو التولي بالقلب أي حكمك يا محمد على الظواهر ، وأما البواطن فلا تتعرّض لها . وقيل : هو التولي بالظاهر ومعناه فلا ينبغي أن تغتم بسبب ذلك التولّي . { فما أرسلناك } لتحفظ الناس عن المعاصي فإن من أضلّه الله لم يقدر أحد على إرشاده . والمعنى فما أرسلناك لتشتغل بزجرهم عند ذلك التولي كقوله :{ لا إكراه في الدين }[ البقرة :256 ] ثم نسخ بآية الجهاد .

/خ81