ثم لما بين أنه لكل فرد من أفراد الناس رسول أوجب طاعته بقوله : { من يطع الرسول فقد أطاع الله } لأنّ طاعة الرسول لكونه رسولاً فيما هو رسول لا تكون إلاّ طاعة لله .
قال مقاتل في هذه الآية : إنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : " من أحبني فقد أحب الله ومن أطاعني فقد أطاع الله " فقال المنافقون : لقد قارف الرجل الشرك ، هو ينهي أن يعبد غير الله ويريد أن نتخذه رباً كما اتخذت النصارى عيسى فأنزل الله هذه الآية . وهي من أقوى الدلائل على أنه معصوم في جميع الأوامر والنواهي وفي تبليغه وفي أفعاله وإلاّ لم تكن طاعته فيما أخطأ طاعة لله . { ومن تولى } قيل : هو التولي بالقلب أي حكمك يا محمد على الظواهر ، وأما البواطن فلا تتعرّض لها . وقيل : هو التولي بالظاهر ومعناه فلا ينبغي أن تغتم بسبب ذلك التولّي . { فما أرسلناك } لتحفظ الناس عن المعاصي فإن من أضلّه الله لم يقدر أحد على إرشاده . والمعنى فما أرسلناك لتشتغل بزجرهم عند ذلك التولي كقوله :{ لا إكراه في الدين }[ البقرة :256 ] ثم نسخ بآية الجهاد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.