الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظٗا} (80)

قوله : ( مَّنْ يُّطِعِ الرَّسُولَ فَقَدَاَطَاعَ اللَّهَ )( {[12965]} ) الآية [ 80 ] .

هذا إعذار من الله عز وجل إلى خلقه في طاعة نبيه عليه السلام فإنه عن الله يأمر وينهى ، وهو رد إلى قوله : ( وَأَرْسَلْنَاكَ للناس رسولاً ، ثم قال : ومن يطعك فقد أطاع الله ، لكنه خرج من لفظ الخطاب إلى لفظ الغيبة ، كما قال : ( حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الفُلْكِ ) ثم قال : ( وَجَرَيْنَ بِهِم )( {[12966]} ) ، ( وَمَن تَوَلَّى ) أي : من طاعتك يا محمد ( فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ) ، رجع الكلام إلى الخطاب ولو جرى على الغيبة( {[12967]} ) لقال : فما أرسلناه( {[12968]} ) .

وقيل( {[12969]} ) : معنى الآية : من يطع الرسول في سنته فقد أطاع الله في فرائضه ، وهذه الآية نزلت قبل الأمر بقتال( {[12970]} ) المشركين ، لأن قوله فما أرسلناك عليهم حفيظاً ، يدل على الإعراض عنهم وتركهم إذا تولوا( {[12971]} ) عنه ، وهذا مثل " ( اِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ البَلاَغُ ) " ( {[12972]} ) ثم أتى( {[12973]} ) بعد ذلك الغلظة والأمر بالقتال ، قال ذلك ابن زيد( {[12974]} ) .

وقال أبو عبيدة : معنى " حفيظاً " محتسباً( {[12975]} ) .


[12965]:- في كل النسخ أطاع الله عز وجل وهي زيادة غير واردة في المصحف.
[12966]:- يونس آية 22.
[12967]:- (د): الغنيمة.
[12968]:- (د): كما أرسلناك وهو خطأ.
[12969]:- انظر: معاني الزجاج 2/80.
[12970]:- (د): يقاتل.
[12971]:- (د): إذ تولهم.
[12972]:- الشورى آية 45.
[12973]:- (ا) (د): ثم أي بعد ذلك.
[12974]:- انظر: جامع البيان 177.
[12975]:- (أ): تحتسب. وانظر: مجاز القرآن 1/132.