ثم قال : { والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من } [ 9 ] أي : الذين سكنوا الدار ، وهي المدينة ، أي : اتخذوها مسكنا ، واتخذوا الإيمان دينا من قبل إتيان المهاجرين ، يعني الأنصار يحبون من {[67934]} هاجر إليهم ، يعني من مكة وغيرها .
ثم قال : { ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا } أي : ولا يجد الأنصار في قلوبهم حسدا مما أعطي المهاجرون {[67935]} دونهم من الفيء .
روي : أن النبي صلى الله عليه وسلم أموال بني النضير بين المهاجرين الأولين دون/ الأنصار إلا رجلين من الأنصار أحدهما سهل بن {[67936]} حنيف والآخر أبو دجانة سماك بن خرشة {[67937]} {[67938]} ذكرا فقرا فأعطاهما النبي صلى الله عليه وسلم {[67939]} لفقرهما ، وإنما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم {[67940]} لأن الله كان قد أعطاه أموالهم يفعل فيها ما يشاء ، وقد تقدم ذكر ذلك ، قاله عبد الله بن أبزى {[67941]} {[67942]} .
وقال ابن زيد : لما خص رسول الله صلى الله عليه وسلم {[67943]} بأموال بني النضير المهاجرين الأولين ، تكلم في ذلك بعض الأنصار ، فعاتبهم الله عز وجل {[67944]} ، فقال : { وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم من خيل ولا ركاب } الآية {[67945]} .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن إخوانكم قد تركوا الأموال والأولاد وخرجوا إليكم ، فقالوا أموالنا بينهم قطائع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {[67946]} : أو غير ذلك قالوا وما ذلك يا رسول الله قال هم قوم لا يعرفون العمل فتكفونهم وتقاسمونهم الثمر فقالوا نعم يا رسول الله {[67947]} .
قال الحسن : { ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا } [ يعني الحسنة . ثم قال تعالى : ] {[67948]} { ويوثرون على أنفسهم } هذا من صفة الأنصار ، وصفهم الله عز وجل {[67949]} أنهم يعطون المهاجرين أموالهم إيثارا لهم بها على أنفسهم .
{ ولو كان بهم خصاصة } أي : يؤثرون المهاجرين على أنفسهم بما عندهم ، وإن كان بهم فاقة وحاجة {[67950]} {[67951]} .
روى {[67952]} أبو هريرة : أن رجلا جاء إلى البني صلى الله عليه وسلم ليضيفه ، فلم يكن عنده ما يضيفه ، فقال ألا رجلا يضيف هذا رحمه الله ، فقام رجل من الأنصار يقال له أبو طلحة {[67953]} فأنطلق به إلى رحله فقال لامرأته أكرمي {[67954]} ضيف رسول الله ، نومي الصبية أطفئي المصباح وأريه أنك {[67955]} تأكلين معه ، واتركيه لضيف رسول الله صلى الله عليه {[67956]} وسلم برا له {[67957]} ، قال : ففعلت فنزلت : { ويوثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } {[67958]} .
ثم قال : { ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } .
أي : ومن وقاه الله عز وجل {[67959]} شح نفسه ، فهو من المخلدين في الجنة .
والشح في اللغة : البخل ومنع الفضل من المال {[67960]} .
وقيل : الشح هنا : أكل أموال الناس بغير حق ، قاله ابن مسعود {[67961]} .
وروى أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بريء من الشح من أدى {[67962]} الزكاة [ وقرى {[67963]} ] الضيف وأعطى في النائبة " {[67964]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.