التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (9)

قوله تعالى{ والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ، في قوله{ والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم } قال : الأنصار نعت .

قال الترمذي : حدثنا الحسين بن الحسن المروزي بمكة ، حدثنا ابن أبي عدي ، حدتنا حميد عن أنس قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أتاه المهاجرون فقالوا : يا رسول الله ما رأينا قوما أبذل من كثير ولا أحسن مواساة من قليل من قوم نزلنا بين أظهرهم ، لقد كفونا المؤنة وأشركونا في المهنأ حتى خفنا أن يذهبوا بالأجر كله . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا ، ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم " .

( السنن 4/653-ك صفة القيامة ، ب 44 قال الترمذي : حديث صحيح حسن غريب من هذا الوجه . وأخرجه الضياء المقدسي في المختارة( 5/290-293 ) ح 1930- 1934 ، من طرق عن حميد به . قال محققه : إسناد صحيح ) ، وأخرجه الحاكم من طرق ثاب عن أنس وصححه ووافقه الذهبي( المستدرك 36/2 وصحح إسناده الألباني( المشكاة 119/2 ) .

قوله تعالى{ ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } .

قال البخاري : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير ، حدثنا أبو أسامة ، حدثنا فُضيل بن غزوان ، حدثنا أبو حازم الأشجعي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ، أصابني الجهد . فأرسل على نسائه فلم يجد عندهن شيئا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا رجل يضيفه الليلة يرحمه الله ؟ " فقام رجل من الأنصار فقال : أنا يا رسول الله . فذهب إلى أهله فقال لامرأته : ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدّخريه شيئا . فقالت : والله ما عندي إلا قوت الصّبْية . قال : فإذا أراد الصبْية العشاء فنوّميهم ، وتعالْي فاطفئي السّراج ونطوي بطوننا الليلة . ففعلت . ثم غدا الرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " لقد عجب الله عز وجل أو ضحك من فلان وفلانة " . فأنزل الله عز وجل : { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } .

( الصحيح 8/500-ك التفسير- سورة الحشر ، ب( الآية ) ح4889 ) ، وأخرجه مسلم في( صحيحه 3/1624 ح 173-ك الأشربة ، ب إكرام الضيف وفضل إيثاره ) نحوه .

قوله تعالى : { . . . ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون } ، أخرج مسلم بسنده عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم " .

( الصحيح-ك البر ، ب تحريم الظلم 8/18 . ط المكتب التجاري ) .