ولما رأت مريم جبريل نحوها { قالت إني أعوذ } أي : أعتصم { بالرحمن } ربي الذي رحمته عامة لجميع خلقه { منك } أي : أن تقربني وفتح ياء { إني } نافع وابن كثير وأبو عمرو وسكنها الباقون وهم على مراتبهم في المدّ ، ولما تفرست فيه بما أنار اللّه تعالى من بصيرتها وأصفى من سريرتها التقوى قالت { إن كنت تقياً } أي : مؤمناً مطيعاً ، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي : إني عائذة منك أو نحو ذلك دل تعوذها من تلك الصورة الحسنة على عفتها وورعها فإن قيل : إنما يستعاذ من الفاجر فكيف قالت : { إن كنت تقياً } ؟ أجيب : بأن هذا كقول القائل إن كنت مؤمناً فلا تظلمني أي : ينبغي أن يكون إيمانك مانعاً لك من الظلم كذلك هنا ينبغي أن تكون تقواك مانعة لك من الفجور وهذا في نهاية الحسن لأنها علمت أنها لا تؤثر الاستعاذة إلا في التقي وهو كقوله تعالى : { وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين } [ البقرة ، 278 ] أي : إن شرط الإيمان يوجب هذا لا أن اللّه تعالى يخشى في حال دون حال ، وقيل : كان في ذلك الزمان إنسان فاجر يتبع النساء اسمه تقي فظنت مريم أن ذلك الشخص المشاهد هو ذلك فاستعاذت منه ، قال الرازي : والأول هو الوجه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.