السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{يَوۡمَ تَجِدُ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ مِنۡ خَيۡرٖ مُّحۡضَرٗا وَمَا عَمِلَتۡ مِن سُوٓءٖ تَوَدُّ لَوۡ أَنَّ بَيۡنَهَا وَبَيۡنَهُۥٓ أَمَدَۢا بَعِيدٗاۗ وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ} (30)

{ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً } نصب يوم بمضمر نحو اذكر وقوله تعالى : { وما عملت } أي : عملته { من سوء } مبتدأ خبره

{ تودّ لو أنّ بينها } أي : النفس { وبينه } أي : السوء { أمداً بعيداً } أي : غاية في نهاية البعد فلا يصل إليها ، وكرّر سبحانه وتعالى : { ويحذركم الله نفسه } ، قال البيضاوي : للتأكيد والتذكير وقال التفتازاني : الأحسن ما قيل أنّ ذكره أوّلاً للمنع من موالاة الكافرين وثانياً للحث على عمل الخير والمنع من عمل الشرّ وقوله تعالى : { والله رؤوف بالعباد } إشارة إلى أنه تعالى : إنما نهاهم وحذرهم رأفة بهم ومراعاة إصلاحهم . وعن الحسن من رأفته بهم أن حذرهم نفسه . وقرأ أبو عمرو وشعبة وحمزة والكسائي رؤوف بقصر الهمزة والباقون بالمدّ وورش على أصله في المدّ والتوسط والقصر ونزل في اليهود والنصارى حيث قالوا : نحن أبناء الله وأحباؤه .