السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ أَضَلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، وتسمى القتال والذين كفروا وهي : ثمان وثلاثون آية ، وخمسمائة وتسع وثلاثون كلمة ، وألفان وثلاثمائة وتسعة وأربعون حرفاً .

{ بسم الله } الملك الأعظم الذي أقام جنده للذب عن حماه { الرحمن } الذي عمت رحمته تارة بالبرهان ، وتارة بالسيف واللسان { الرحيم } الذي خص حزبه بالحفظ في طريق الجنان .

واختلف في قوله تعالى : { الذين كفروا } من هم ؟ فقيل : هم الذين كانوا يطعمون الجيش يوم بدر منهم أبو جهل والحارث ابنا هشام ، وعقبة ، وشيبة ابنا ربيعة ، وغيرهم ، وقيل : كفار قريش وقيل : أهل الكتاب وقيل : كل كافر لأنهم ستروا أنوار الأدلة وضلوا على علم { وصدّوا } أي : امتنعوا بأنفسهم ، ومنعوا غيرهم لعراقتهم في الكفر ، { عن سبيل الله } أي : الطريق الرحب المستقيم الذي شرعه الملك الأعظم ، { أضلّ } أي : أبطل إبطالاً عظيماً يزيل العين والأثر ، { أعمالهم } كإطعام الطعام ، وصلة الأرحام ، وفك الأسارى ، وحفظ الجوار ، وغير ذلك . فلا يرون لها في الآخرة ثواباً ويجزي عليها في الدنيا من فضله تعالى .

تنبيه : أوّل هذه السورة مناسب لآخر السورة المتقدمة .