السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَا هُوَ بِقَوۡلِ شَاعِرٖۚ قَلِيلٗا مَّا تُؤۡمِنُونَ} (41)

واستدل للأول بقوله تعالى : { وما هو بقول شاعر } أي : يأتي بكلام مقفى موزون بقصد الوزن .

قال مقاتل رضي الله عنه : سبب نزول هذه الآية أن الوليد بن المغيرة قال : إن محمداً صلى الله عليه وسلم ساحر ، وقال أبو جهل : شاعر ، وقال عقبة : كاهن ، فردّ الله تعالى عليهم بذلك .

فإن قيل : كيف يكون كلاماً لله تعالى ولجبريل عليه السلام ولمحمد صلى الله عليه وسلم أجيب : بأن الإضافة يكفي فيها أدنى ملابسة ، فالله سبحانه وتعالى أظهره في اللوح المحفوظ وجبريل عليه السلام بلغه للنبي صلى الله عليه وسلم وهو بلغه للأمّة .

{ قليلاً ما تؤمنون } منصوب نعتاً لمصدر أو زمان محذوف ، أي : إيماناً قليلاً أو زماناً قليلاً والناصب يؤمنون وما مزيدة للتأكيد ، وقال ابن عطية : ونصب قليلاً بفعل مضمر يدل عليه يؤمنون وما يحتمل أن تكون نافية فينتفي إيمانهم البتة ، ويحتمل أن تكون مصدرية وتتصف بالقلة فهو الإيمان اللغوي لا الشرعي ، لأنهم قد صدقوا بأشياء يسيرة لا تغني عنهم شيئاً وهو إخلاصهم بالوحدانية عند الاضطرار ، وإفرادهم الخالق بالخلق والربوبية .