مكية ، وهي أربع وأربعون آية ، ومائتان وست عشرة كلمة ، وألف وأحد وستون حرفاً .
{ بسم الله } ، أي : الذي تنقطع الأعناق والآمال دون عليائه { الرحمن } الذي لا مطمع لأحد في حصر أوصافه { الرحيم } الذي اصطفى من عباده من وفقه فكان من أوليائه .
{ سأل سائل } أي : دعا داع { بعذاب واقع } فضمن سأل معنى دعا ، فلذلك عدى تعديته ، وقيل : الباء بمعنى عن كقوله تعالى : { فاسأل به خبيراً } [ الفرقان : 59 ] ، أي : عنه ، أي : سأل سائل عن عذاب واقع ، والأول أولى لأن التجوز في الفعل أولى منه في الحرف لقوتّه .
واختلف في هذا الداعي فقال ابن عباس رضي الله عنهما : هو النضر بن الحارث حيث قال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فنزل سؤاله وقتل يوم بدر صبراً هو وعتبة بن أبي معيط لم يقتل صبراً غيرهما ، وقيل : هو الحارث بن النعمان ، وذلك «أنه لما بلغه قول النبي صلى الله عليه وسلم في عليّ : من كنت مولاه فعليّ مولاه ركب ناقته فجاء حتى أناخ راحلته بالأبطح ، ثم قال : يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه وأن نصلي خمساً ونزكي أموالنا فقبلناه منك ، وأن نصوم شهر رمضان في عام فقبلناه منك وأن نحج فقبلناه منك ثم لم ترض حتى فضلت ابن عمك علينا ، أفهذا شيء منك أم من الله تعالى ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم «والذي لا إله إلا هو ما هو إلا من الله » فولى الحارث وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فوالله ما وصل إلى ناقته حتى رماه الله تعالى بحجر فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله فنزلت .
وقال الربيع : هو أبو جهل ، وقيل : إنه قول جماعة من كفار قريش ، وقيل : هو نوح عليه السلام سأل العذاب على الكافرين ، وقيل : هو نبينا صلى الله عليه وسلم استعجل بعذاب الكافرين ويدل عليه قوله تعالى بعد ذلك { فاصبر صبراً جميلاً } أي : لا تستعجل فإنه قريب ، وقرأ نافع وابن عامر بغير همز بعد السين ، والباقون بهمزة مفتوحة بعد السين .
تنبيه : ما تقدم من الوجهين في كون سأل ضمن أو أن الباء بمعنى عن هو على القراءة بالهمز ، وأما على عدمه ففيه وجهان : أحدهما : أنه لغة في السؤال يقال : سأل يسأل كخاف يخاف وعين الكلمة واو ، قال الزمخشري : وهي من لغة قريش .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.