{ إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح } أكثر المفسرين على أنه خطاب للكفار .
روي أنّ أبا جهل لعنه الله قال يوم بدر : اللهمّ أينا كان أقطع للرحم وأفجر فأهلكه الغداة ، وقال السدي : إنّ المشركين لما أرادوا الخروج إلى بدر أخذوا بأستار الكعبة وقالوا : اللهمّ انصر أعلى الجندين وأهدى القبيلتين وأكرم الحزبين بأفضل الدين ، فأنزل الله تعالى هذه الآية أي : إن تستنصروا لأهدى القبلتين وتستقضوا ، فقد جاءكم النصر والقضاء بهلاك من هو كذلك ، وهو أبو جهل ، ومن قتل معه دون النبيّ صلى الله عليه وسلم والمؤمنين .
وقيل : خطاب للمؤمنين وذلك إنه صلى الله عليه وسلم لما رأى المشركين وكثرة عددهم وعددهم استغاث بالله تعالى وطلب ما وعده الله تعالى به من إحدى الطائفتين ، وتضرع إلى الله تعالى ، وكذلك الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، فقال تعالى : { إن تستفتحوا } أي : إن تطلبوا النصر الذي تقدّم به الوعد فقد جاءكم الفتح أي : حصل ما وعدتم فاشكروا الله تعالى والزموا الطاعة .
قال القاضي عياض : وهذا القول أولى ؛ لأنّ قوله تعالى : { فقد جاءكم الفتح } لا يليق إلا بالمؤمنين ، اه .
وقال البيضاوي إنه خطاب لأهل مكة عن سبيل التهكم اه . ويدل له قوله تعالى : { وإن تنتهوا } أي : عن الكفر ومعاداة رسول الله صلى الله عليه وسلم { فهو خير لكم } أي : لتضمنه سلامة الدارين وخير المنزلتين { وإن تعودوا } أي : لقتال النبيّ صلى الله عليه وسلم { نعد } أي : لنصرته عليكم { ولن تغني } أي : تدفع { عنكم فئتكم } أي : جماعتكم { شيئاً } ؛ لأنّ الله تعالى على الكافرين فيخذلهم { ولو كثرت } فئتكم { وإنّ الله مع المؤمنين } بالنصر والمعونة ، وقرأ نافع وابن عامر وحفص بفتح الهمزة على ولأنّ الله تعالى والباقون بالكسر على الاستئناف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.