السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{الٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡحَكِيمِ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، إلا { فإن كنت في شك } الآيتين أو الثلاث أو { ومنهم من يؤمن به } الآية مائة وتسع أو عشر آيات وعدد كلماتها ألف وثمانمائة واثنتان وثلاثون كلمة ، وحروفها سبعة آلاف وخمسمائة وسبعة وستون حرفاً ، وهي أوّل المئين ، إن جعلنا براءة مع الأنفال من الطوال ، وإلا فبراءة أولاهن .

{ بسم الله } جامع العباد بعد تفريقهم بما له من العظمة والامتنان . { الرحمن } الذي عمهم بالإيجاد وخص منهم من شاء بالإيمان . { الرحيم } الذي خص أولياءه بالرضوان المبيح للجنان .

{ الر } قال ابن عباس والضحاك { الر } أنا الله أرى ، { والمر } أنا الله أعلم وأرى . وقيل : أنا الرب لا رب غيري . وقال سعيد بن جبير : الر وحم ونون حروف اسم الرحمن . وقد سبق الكلام على حروف الهجاء أوّل البقرة ، واتفقوا على أنّ { الر } وحده ليس آية ، واتفقوا على أنّ قوله : { طه } وحده آية ، والفرق أنّ قوله تعالى : الر لا يشاكل كل مقاطع الآي التي بعده بخلاف قوله تعالى طه ؛ فإنه يشاكل مقاطع الآي التي بعده ، وقرأ قالون وابن كثير وحفص بفتح الراء والألف بعدها ، وورش بين اللفظين ، والباقون بالإمالة المحضة . { تلك } أي : الآيات العظيمة جدًّا التي اشتملت عليها هذه السورة أو السورة ، التي تقدّمت هذه السورة أو هذه الحروف المقطعة المشيرة إلى أنَّ القرآن كلام الله تعالى قد أعجز القادرين على التلفظ بهذه الأحرف . { آيات الكتاب } أي : الذكر الجامع لكل خير وهو هذا القرآن الذي وافق كل ما فيه من القصص كلّ ما في التوراة والإنجيل من ذلك فدل ذلك على صدق الآتي به قطعاً ؛ لأنه لم يكن يعرف شيئاً من الكتابين ولا جالس أحداً يعلمه . { الحكيم } أي : المحكم .