إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَيَتَّبِعۡ غَيۡرَ سَبِيلِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرًا} (115)

{ وَمَن يُشَاقِقِ الرسول } التعرُّض لعنوان الرسالةِ لإظهار كمالِ شناعةِ ما اجترأوا عليه من المُشاقة والمخالفةِ ، وتعليلِ الحُكمِ الآتي بذلك { مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهدى } ظهر له الحق بالوقوف على المعجزات الدالة على ثبوته { وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المؤمنين } أي غيرَ ما هم مستمرون عليه من عقد وعمل وهو الدين القيم { نُوَلّهِ مَا تولّى } أي نجعله والياً لِمَا تولّى من الضلال ونخذُله بأن نُخلِّيَ بينه وبين ما اختاره { وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ } أي نُدخله إياها ، وقرئ بفتح النون من صَلاه { وَسَاءتْ مَصِيراً } أي جهنم ، وفيها دِلالةٌ على حجية الإجماعِ وحُرمةِ مخالفتِه .