{ وَمَن يُشَاقِقِ الرسول مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهدى } المشاققة : المعاداة والمخالفة . وتبين الهدى ظهوره ، بأن يعلم صحة الرسالة بالبراهين الدالة على ذلك ، ثم يفعل المشاققة { وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المؤمنين } أي : غير طريقهم ، وهو ما هم عليه من دين الإسلام والتمسك بأحكامه . { نُوَلّهِ مَا تولى } أي : نجعله والياً لما تولاه من الضلال { وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ } قرأ عاصم وحمزة ، وأبو عمرو : «نُوَلّهِ وَنُصْلِهِ » بسكون الهاء في الموضعين . وقرأ الباقون بكسرهما ، وهما لغتان ، وقرئ ونصله بفتح النون من صلاه ، وقد تقدّم بيان ذلك . وقد استدل جماعة من أهل العلم بهذه الآية على حجية الإجماع لقوله : { وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المؤمنين } ولا حجة في ذلك عندي ؛ لأن المراد بغير سبيل المؤمنين هنا : هو الخروج من دين الإسلام إلى غيره ، كما يفيده اللفظ ويشهد به السبب ، فلا تصدق على عالم من علماء هذه الملة الإسلامية اجتهد في بعض مسائل دين الإسلام ، فأدّاه اجتهاده إلى مخالفة من بعصره من المجتهدين ، فإنه إنما رام السلوك في سبيل المؤمنين ، وهو الدين القويم والملة الحنيفية ، ولم يتبع غير سبيلهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.