إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَمَا بَكَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ} (29)

{ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السماء والأرض } مجازٌ عن عدمِ الاكتراثِ بهلاكِهم والاعتدادِ بوجودِهم ، فيهِ تهكمٌ بهِم وبحالهم المنافيةِ لحالِ من يعظمُ فقدُه فيقالُ له بكتْ عليه السماءُ والأرضُ ، ومنْهُ ( ما رُويَ إنَّ المؤمنَ ليبكي عليه مُصَّلاهُ ومحلُّ عبادتِه ومصاعدُ عملِه ومهابطُ رزقِه وآثارُه في الأرضِ ) ، وقيلَ : تقديرُه أهلُ السماءِ والأرضِ . { وَمَا كَانُوا } لمَّا جاءَ وقتُ هلاكِهم { مُّنظَرِينَ } ممهلينَ إلى وقتٍ أخرَ أو إلى الآخرةِ ، بلْ عُجِّلَ لهم في الدُّنيا .