إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{يَوۡمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمۡتَلَأۡتِ وَتَقُولُ هَلۡ مِن مَّزِيدٖ} (30)

{ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امتلأت وَتَقُولُ هَلْ مِن مَزِيدٍ } سؤالٌ وجوابٌ جيءَ بهمَا عَلى منهاجِ التمثيلِ والتخييلِ لتهويلِ أمرِهَا والمَعْنى أنَّها معَ اتِّساعِها وتباعدِ أقطارِها تطرحُ فيَها منَ الجِنَّةِ والنَّاسِ فوجاً بعدَ فوجٍ حَتَّى تمتلئ أو أنها من السعة بحيث يدخلها من يدخلها وفيها بعد محل فارغ ، أو أنها لغيظِها عَلى العُصاةِ نطلبُ زيادتَهُم وقُرِئ يقولُ بالياءِ ، والمزيدُ إمَّا مصدرٌ كالمحيدِ والمجيدِ أو مفعولٌ كالمبيعِ ويومَ إمَّا منصوبٌ باذكُرْ أوْ أنذِرْ أوْ ظَرفٌ لنُفِخَ فيكونُ ذلكَ حينئذٍ إشارةٌ إليهِ منْ غيرِ حاجةٍ إلى تقديرِ مضافٍ أو لمقدرٍ مؤخرٍ أيْ يكونُ منَ الأحوالِ والأهوالِ ما يقصرُ عنْهُ المقالُ .