{ يا أيها الذين آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا } أيْ توسعُوا وليفسحْ بعضُكُمْ عنْ بعضِ ولا تتضامُّوا منْ قولِهم أفسحْ عَنِّي أيْ تنحَّ ، وقُرِئَ تفاسحُوا وقولِهِ تَعَالى :{ فِي المجالس } متعلقٌ بقيلَ وقُرِئََ في المجلسِ عَلى أنَّ المرادَ بِهِ الجنسُ وقيلَ : مجلسُ الرسولِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ وكانُوا يتضامُّون تنافساً في القُربِ منهُ عليهِ الصلاةُ والسَّلامُ حِرْصاً على استماعِ كلامِهِ وقيلَ : هو المجلسُ منْ مجالسِ القتالِ وهيَ مركزُ الغُزاةِ كقولِهِ تَعَالى :{ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ }[ سورة آل عمران ، الآية : 121 ] ، قيلَ : كانَ الرجلُ يأتي الصفَّ ويقولُ : تفسحُوا فيأبَونَ لِحرصِهم عَلى الشهادةِ وقُرِئَ فِي المجلَسِ بفتح اللامِ فَهُو متعلقٌ بتفسحُوا قطعاً أيْ توسعُوا فِي جلوسِكم ولا تتضايقُوا فيه ، { فافسحوا يَفْسَحِ الله لَكُمْ } أي فِي كلِّ ما تريدونَ التفسحَ فيهِ منَ المكانِ والرزقِ والصدرِ والقَبرِ وغيرِهَا { وَإِذَا قِيلَ انشزوا } أي انهضُوا للتوسعةِ عَلى المقبلينَ أوْ لِمَا أمرتمْ بِهِ منْ صلاةٍ أو جهادٍ أو غَيرِهِمَا منْ أعمالِ الخيرِ { فَانشُزُوا } فانهضُوا ولا تتثبطُوا ولا تفرطُوا وقرئَ بكسرِ الشينِ { يَرْفَعِ الله الذين آمَنُوا مِنكُمْ } بالنصرِ وحسنِ الذكرِ في الدُّنيا والإيواءِ إلى غُرفِ الجنانِ في الآخرةِ { والذين أُوتُوا العلم } منهُمْ خصوصاً { درجات } عالية بما جمعُوا منْ أثرتي العلمِ والعملِ فإنَّ العلمَ معَ علوِّ رتبتِه يقتضِي العملُ المقرونُ بهِ مزيدَ رفعةٍ لا يدركُ شأوَهُ العملُ العارِيُّ عَنْهُ وإنْ كانَ في غايةِ الصلاحِ ، ولذلكَ يقتدى بالعالمِ في أفعالِه ولا يقتدَى بغيرِهِ وفي الحديثِ : «فضلُ العالمِ عَلى العابِدِ كفضلِ القمرِ ليلة البدرِ عَلى سائرِ الكواكبِ »{[776]} ، { والله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } تهديدٌ لمنْ لمْ يمتثل بالأمرِ وقُرِئَ يعملونَ بالياءِ التحتانيةِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.