إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَلَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بَعۡدَ إِصۡلَٰحِهَا وَٱدۡعُوهُ خَوۡفٗا وَطَمَعًاۚ إِنَّ رَحۡمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ مِّنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (56)

{ { وَلاَ تُفْسِدُوا في الأرض } بالكفر والمعاصي { بَعْدَ إصلاحها } ببعث الأنبياء عليهم السلام وشرْعِ الأحكام { وادعوه خَوْفًا وَطَمَعًا } أي ذوي خوفٍ نظراً لقصور أعمالِكم وعدمِ استحقاقِكم ، وطمَع نظراً إلى سَعة رحمتِه ووفورِ فضلِه وإحسانِه { إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ منَ المُحْسِنِين } في كل شيء ، ومن الإحسان في الدعاء أن يكون مقروناً بالخوف والطمع ، وتذكيرُ قريبٌ لأن الرحمةَ بمعنى الرحم أو لأنه صفةٌ لمحذوف أي أمرٌ قريبٌ أو على تشبيهه بفعيل الذي هو بمعنى مفعول أو الذي هو مصدر كالنقيض والصهيل ، أو للفرق بين القريب من النسَب والقريب من غيره أو لاكتسابه التذكيرَ من المضاف إليه كما أن المضافَ يكتسب التأنيثَ من المضاف إليه .