الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قَالَ لَا يَأۡتِيكُمَا طَعَامٞ تُرۡزَقَانِهِۦٓ إِلَّا نَبَّأۡتُكُمَا بِتَأۡوِيلِهِۦ قَبۡلَ أَن يَأۡتِيَكُمَاۚ ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيٓۚ إِنِّي تَرَكۡتُ مِلَّةَ قَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ} (37)

قال لهما : { لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ } في نومكما { إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ } في اليقظة .

هذا قول أكثر المفسّرين ، وقال بعضهم : أراد به في اليقظة فقال : { لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ } تطعمانه وتأكلانه { إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ } بتفسيرة قال : إنّه أيّ طعام أكلتم ومتى أكلتُم وكم أكلتُم ، فقالا له : هذا من فعل العَرّافين والكَهنة ، فقال لهما ( عليه السلام ) : ما أنا بكاهن وإنّما { ذلِكُمَا } العلم { مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } كرّرهُم على التأكيد . وقيل : هم الأوّل جماد كقوله تعالى :

{ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ } [ المؤمنون : 35 ] فصارت الأولى المُلغاة والثانية ابتداء ، وكافرون خبره .