الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَيَمۡنَعُونَ ٱلۡمَاعُونَ} (7)

قوله تعالى : { وَيَمْنَعُونَ الماعون } وصفٌ لهم بِقِلَّةِ النفعِ لعبادِ اللَّهِ ، وتلكَ شَرُّ خِصْلَةٍ ، وقال عليٌّ وابن عمر : { الماعون } : الزكاة ، وقَالَ ابنُ مسعودٍ وابن عباس وجماعة : هُو مَا يَتَعَاطَاهُ النَّاسُ كَالفَأْسِ ، والدَّلْوِ ، والآنِيَةِ ، والمقَصِّ ؛ ونحوه ، وسُئِلَ النبي صلى الله عليه وسلم : " مَا الشَّيْءُ الَّذِي لاَ يَحِلُّ مَنْعُهُ فَقَالَ : المَاءُ وَالنَّارُ ، والمِلْحُ " ، ورَوَتْهُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، وفي بَعْضِ الطُّرُقِ زيادَة الإبْرَةِ ، والخَمِيرِ . قال البخاريُّ : المَاعُونُ : المعروفُ كلُّه ، وقال بعضُ العربِ : الماعونُ : الماءُ . وقال عكرمةُ : أعلاه الزكاةُ المفروضةُ ، وأدناه عَارِيَّة المَتَاعِ ، انتهى .