التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَيَمۡنَعُونَ ٱلۡمَاعُونَ} (7)

قوله : { ويمنعون الماعون } أي يمنعون الناس ما عندهم من منافع . واختلفوا في المراد بالماعون . فقيل : المراد به الزكاة ، أي يمنعون زكاة أموالهم فلا يعطونها الفقراء . وقيل : هو القدر ، والدلو ، والفأس ونحو ذلك مما يتعاوره الناس ويتعاطونه بينهم . وقيل : المراد به العارية . فالناس يستعير بعضهم من بعض أغراضا من متاع البيت ، كالفأس والقدر والكأس وغير ذلك من الأواني مما يحتاج إليه المرء ، فما ينبغي للمسلم في مثل هذه الحال أن يبخل ببذل ما يبتغيه أخوه من غرض .

ذلك أن المسلمين جميعا إخوة في العقيدة والدين . فهم بذلك متحابون متعاونون ما بينهم ، ولا سلطان للشح على قلوبهم ؛ بل يبادرون ببذل الخير أو المتاع لإخوانهم . وإذا لم يكن المسلم على هذه الصفة من أداء الخير للآخرين فما ينبغي له أن يكون في عداد المسلمين الصادقين{[4865]} .


[4865]:الكشاف جـ 4 ص 289 وتفسير الطبري جـ 30 ص 206.