الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَقَدۡ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسۡتَطِيعُونَ صَرۡفٗا وَلَا نَصۡرٗاۚ وَمَن يَظۡلِم مِّنكُمۡ نُذِقۡهُ عَذَابٗا كَبِيرٗا} (19)

وقوله تعالى : { فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ } [ الفرقان : 19 ] خطابٌ من اللّه تعالى للكفرة ، أخبرهم أنَّ مَعْبُودَاتِهم كذبتهم ، وفي هذا الإخبار خِزْيٌ وتَوْبِيخٌ لهم ، وقرأ حفص عن عاصم : «فَمَا تَسْتَطِيعُونَ » بالتاء من فوق ؛ قال مجاهد : الضمير في «يستطيعون » هو للمشركين ، و{ صرفاً } معناه رَدُّ التكذيب أو العذاب .

وقوله تعالى : { وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ } قيل : هو خطاب للكُفَّارِ ، وقيل : للمؤمنين ، والظلم هنا : الشِّرْكُ ، قاله الحسن وغيره ، وقد يحتمل أنْ يعم غيرَه من المعاصي ، وفي حرف أُبَيِّ : «وَمَنْ يَكْذِبْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً » .