بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَقَدۡ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسۡتَطِيعُونَ صَرۡفٗا وَلَا نَصۡرٗاۚ وَمَن يَظۡلِم مِّنكُمۡ نُذِقۡهُ عَذَابٗا كَبِيرٗا} (19)

يقول الله تعالى لعبدة الأوثان { فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ } يعني : الأصنام ، ويقال الملائكة { فَمَا * يَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلاَ نَصْراً } يعني : لا يستطيع الكفار انصرافاً إلى غير حجتهم التي تكلموا بها . ويقال : لا يستطيعون صرفاً ، أي : انصرافاً عن حجتهم ولا نصراً ، يعني : ولا ينتصرون من آلهتهم حين كذبتهم . ويقال : لا يقدرون ، يعني : الأصنام ، ولا الملائكة صرف العذاب عنهم { وَلاَ نَصْراً } يعني : لا يمنعونهم منه . ويقال : الصرف الحيلة . ويقال : لا يقبل منهم فدية أن يصرفوا عن أنفسهم بالفدية .

قرأ عاصم في رواية حفص { فَمَا تَسْتَطِيعُونَ } بالتاء على معنى المخاطبة ، يعني : يقال لهم : لا تستطيعون صرف ذلك . وقرأ الباقون بالياء ، ومعناه أن الله تعالى يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : فما يستطيعون صرف ذلك عنهم .

ثم قال تعالى : { وَمَن يَظْلِم مّنكُمْ } يعني : يشرك بالله في الدنيا . ويقال : يكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً } في الآخرة ، وهو عذاب النار .