سورة   المائدة
 
الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قَالَ ٱللَّهُ هَٰذَا يَوۡمُ يَنفَعُ ٱلصَّـٰدِقِينَ صِدۡقُهُمۡۚ لَهُمۡ جَنَّـٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (119)

{ قَالَ الله هذا يَوْمُ يَنفَعُ الصادقين صِدْقُهُمْ }[ المائدة :119 ] فدخل تحت هذه العِبَارَةِ كل مؤمن باللَّه سبحانه ، وكُلُّ ما كان أتقى ، فهو أَدْخَلُ في العبارة ، وجاءت هذه العبارة مُشِيرَةً إلى عيسى عليه السلام في حاله وصدْقه ، فيحصل له بذلك في المَوْقِفِ شَرَفٌ عظيم ، وإن كان اللفظ يعمه وسواه .

ثم ذكر تعالى ما أعدَّهُ لهم برحمته ، وطوله ، جعلنا اللَّه منهم بمَنِّهِ ، وسعَةِ جُودِهِ ، لا رَبّ غيره ، ولا مرجو في الدَّارَيْنِ سواه ، وباقي الآية بَيِّنٌ ، جعل اللَّه ما كتبناه من هذه الأحرف نوراً يسعى بين أيدينا بمَنِّهِ ، والحمد للَّه كما هو أهْلُهُ ، وصلى اللَّه على سيدنا محمد وعلى آله وَسَلَّمَ .